تحدث الخبير العسكري والاستراتيجي السوري العميد هيثم حسون عن تفاصيل العملية النوعية التي نفذها الجيش السوري قبل أيام قليلة واستطاع خلالها من تأمين انسحاب أكثر من عشرين مسلح تابعين للاحتلال الأمريكي من منطقة التنف جنوبي سورية.
وقال العميد حسون في لقاء مع وكالة “سبوتنيك” الروسية: “إن هؤلاء المسلحين هم بالأساس سوريون وعملية إخراجهم جاءت بإقناعهم بالعودة إلى الدولة السورية وليس بالاحتيال عليهم كبداية للتمرد على الاحتلال الأمريكي”.
وأضاف أن “هم اقتنعوا أن الولايات المتحدة لا يمكن أن تقدم لهم أي ضمانات، وإنما الدولة السورية هي الضامن والحامي الوحيد لهم على الصعيد الشخصي والعائلي بما يؤمن لهم الطمأنينة ويعطي الفرصة لمن تبقى من الإرهابيين بالتوقف عن أعمالهم ضد الدولة السورية والعودة إليها”.
وأشار العميد إلى أن “الخرق الأمني الكبير الذي حصل هو ليس فقط خرق للمجموعات الإرهابية المسلحة وإنما أيضاً للولايات المتحدة واستخباراتها التي تشغل كل المجموعات الإرهابية المنتشرة في منطقة التنف والجنوب الشرقي للبادية السورية”.
ونوه الخبير العسكري والاستراتيجي إلى أن “أهمية هذه العملية تأتي في كونها لم تحصل من قبل في التعامل مع القوات الامريكية المحتلة واستخباراتها وتشكل سابقة في العمل مع المجموعات الإرهابية المسلحة التي شكلت حالة استعصاء غير قابلة للحل كما كان يبدو سابقاً”.
ونقلت وكالة “سبوتنيك” عن مصادر أمنية سورية تأكيدها على أن هذه العملية امتدت لأكثر من 4 أشهر، حيث تمت عملية إخراج المسلحين ومعهم ستة سائقين، من قاعدة التنف التي تحتلها القوات الأمريكية وفق خطة متفق عليها إلى نقطة للجيش السوري على محيط منطقة الـ 55 كم، ومن بعدها تم نقلهم إلى مدينة تدمر ضمن إجراءات وقائية لمنع انتشار فيروس “كورونا”.
يشار إلى أنه في 15 نيسان الجاري أفادت إذاعة “شام إف إم” بأن وحدات الجيش السوري تمكنت من خلال عملية نوعية تأمين انسحاب مجموعة من المسلحين من قاعدة التنف.
وفي هذا السياق قال رئيس مركز المصالحة الروسي التابع لوزارة الدفاع الروسية أوليغ جوراليف، في تصريح لوكالة “سبوتنيك” الروسية: “وفقاً لشهادات أعضاء الجماعات المسلحة الذين انضموا إلى الجيش السوري، فإن الأمريكيين قدموا لهم أسلحة وعربات، ودربهم مدربون من الولايات المتحدة على تخريب البنى التحتية للنفط والغاز والنقل وتنظيم أعمال إرهابية في الأراضي الخاضعة لسيطرة الجيش السوري”.