خاص || أثر برس اشتكى عدد كبير من أهالي بلدة البسيط بريف اللاذقية من غياب الخدمات بالجملة في منطقتهم حتى البسيطة منها، في قطاعات المياه والصرف الصحي وحتى الكهرباء.
وقال المشتكون لـ”أثر”: “منذ سنوات ونحن نعاني من النقص في الخدمات، وقد تقدّمنا بالعديد من الشكاوى للبلدية وللمعنيين في المحافظة، إلا أننا لم نحصل على أية نتيجة، فالطرقات الموجودة فيها محفّرة وبحاجة إلى تزفيت، وتمتلئ في الشتاء بالوحل والمياه وفي الصيف يسودها الغبار، ما يعيق حركة مرور المواطنين والسيارات، بالإضافة إلى أن القمامة تتكدّس في حاوياتها”.
وفي قائمة الخدمات الطويلة الغائبة عن المنطقة، طالب الأهالي بتمديد خط صرف صحي في بلدتهم فحتى اليوم مازالوا يعتمدون على الحفر الفنية، وقال المشتكون لـ “أثر”: “هناك بلدات وقرى مجاورة للبسيط تم تمديد خطوط صرف صحي فيها بالرغم من قلة عدد سكانها وعدد المنازل الموجود فيها، مقارنة ببلدتنا السياحية”، واصفين معاناتهم مع عدم وجود صرف صحي يخدم منازلهم بالمريرة والقاسية.
وأضاف الأهالي: “نعتمد بشكل كامل على الحفر الفنية غير الصحية، ما يسبّب انتشار الروائح والأوبئة والحشرات في المنطقة”، مشيرين إلى أنه منذ سنوات يتم تقديم الشكاوى واحدة تلو الأخرى للبلدية إلا أن الحجّة المعتادة هي أنه لا توجد ميزانية والمشروع تكلفته باهظة وليس بالإمكان تنفيذه حالياً، مطالبين بإيجاد حل جادّ لمشكلة الصرف الصحي.
معاناة الأهالي لم تقتصر على الصرف الصحي في البلدة، فالطريق الرئيسية التي تُعد الشريان الحيوي فلها أوجاعها أيضاً، إذ أكدوا أن معاناتهم تزداد مع بداية كل موسم سياحي، فالحفر منتشرة على طول الطريق مما ألحق أضراراً كبيرة بالسكان، فهو يشهد حركة سير كثيفة على مدار الساعة وخاصة مع بداية الصيف، وأن الشارع الرئيسي بوضعه الحالي يشكّل خطورة على أرواح المواطنين، وخاصة الأطفال، إذ إن كثرة الحفر والمطبّات تدفع السائقين إلى السير على جانب الطريق أو الابتعاد فجأة عن هذه الحفر، ما قد يؤدّي إلى حوادث دهس.
وأردف المشتكون: “المشكلة الرئيسية التي نعاني منها هي تكدّس القمامة في الشوارع الفرعية، حيث لا توجد حاويات قمامة تتوزّع بين الأحياء ما يؤثّر سلباً على الوضع الصحي والبيئي بسبب انتشار الروائح الكريهة، وتحوّلها إلى مرتع للقطط والكلاب الشاردة، ناهيك أن منظرها غير لائق ضمن الأبنية السكنية”.
بدوره أكد رئيس بلدية البسيط نبيل الشيخ أحمد لـ”أثر برس” أن تمديد خط الصرف الصحي غير ممكن حالياً ويحتاج إلى ميزانية أكبر من ميزانية البلدية، بالإضافة إلى وجود قرار الاستملاك السياحي الصادر عام ١٩٧٥ والذي يمنع إشادة أي مرفق أو منشأة أو مشروع خدمي، مبيّناً أنه يتم تنظيف الجور الفنية الملحقة بمنازل الأهالي عن طريق شفطها بواسطة صهريج تابع لاتحاد العمال ومن ثم تفريغه في مصب بعيد عن التجمعات السكنية والأراضي الزراعية.
وأوضح أحمد أن بلدية البسيط يبلغ عدد سكّانها 7 آلاف نسمة ويتجاوز الـ30 ألفاً في الموسم السياحي، يتبع لها 20 قرية منتشرة ضمن حدودها الإدارية، ويعمل عناصر النظافة التابعين للبلدية على ترحيل النفايات بشكل دوري بالإضافة إلى تخديم وترحيل النفايات من المناطق المطلّة على الشريط الساحلي الذي يمتد على طول 16 كم من البسيط حتى البدروسية، مشيراً إلى أن الحاويات الـ 40 الموجودة تتم صيانتها بالتعاون مع منظمة الهلال الأحمر، كما يتم ترحيل القمامة بشكل يومي من الشارع الرئيسي وبين الأحياء قدر المستطاع، عازياً السبب إلى أن مخصصات الوقود لآليات النظافة لا تكفي ويتم العمل على تخديم البلدة وفق الإمكانيات المتاحة.
وفيما يتعلّق بصيانة وتعبيد الطريق الرئيسية للبلدة، بيّن أحمد أن مديرية الخدمات الفنّية في المحافظة شكّلت لجنة لإعداد دراسة لتزفيت الطريق العام الماضي وبانتظار البدء بمشروع التزفيت.
بدوره بيّن مدير الصرف الصحي في اللاذقية سهيل شاهين في تصريح صحفي بأن تنفيذ مشروع الصرف الصحي للبلدة يستلزم إحداث محطة معالجة وهو ما يجعل التكاليف كبيرة جداً مما يتعذّر المباشرة بالمشروع حالياً، مشيراً إلى أن المشروع مركزي وموضوع ضمن خطة الوزارة.
باسل يوسف – اللاذقية