خرج مئات المدنيين السوريين إلى ممر جليغم في ريف حمص الشرقي، اليوم الأربعاء، قادمين من مخيم الركبان في منطقة التنف على الحدود السورية-الأردنية، الواقع تحت سيطرة فصائل مسلحة مدعومة أمريكياً.
وذكرت وكالة “سانا” الرسمية، أن “المئات من المهجرين المدنيين بينهم أطفال ونساء كانوا محتجزين في مخيم الركبان وصلوا ظهر اليوم إلى ممر جليغم تقلهم سيارات خاصة مع أمتعتهم، وقدمت لهم المساعدات الغذائية والطبية وعمدت الجهات المعنية إلى استكمال البيانات الشخصية للقادمين ومن ثم تم نقلهم إلى مراكز للإقامة المؤقتة في حمص عبر حافلات خصصتها المحافظة لهذه الغاية”.
وتحدث عدد من العائدين لوكالة سانا عن “الصعوبات والمضايقات والابتزاز الذي تعرضوا له من قبل المجموعات الإرهابية المدعومة من الاحتلال الأمريكي، والحياة البائسة التي عاشوها في المخيم نتيجة قلة الرعاية الصحية والغذاء”.
ودعا عدد من المدنيين إلى “الإسراع في تفكيك المخيم وإعادة المحتجزين فيه إلى مناطقهم قبل موسم الشتاء القادم تفادياً لتفاقم الحالة المأساوية بين الأهالي”.
وكانت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية قد تحدثت عن المأساة الإنسانية التي يعيشها المدنيون النازحون في المخيم.
وأكدت الصحيفة بأنه وبالرغم بعد قاعدة الجيش الأميركي في جنوب سورية عنهم 15 كيلومتراً فقط، يعيش المدنييون في المخيم أزمة حقيقية بلا غذاء أو ماء أو دواء تقريباً، ولأسباب معقدة ترفض الحكومة الأميركية إطعامهم، مع أنها مسؤولة في المقام الأول عن مصيرهم بسبب سيطرتها على المنطقة، وتقف موقف المتفرج وتراقبهم وهم يموتون جوعاً.
وطالبت الحكومة السورية مراراً تفكيك مخيم الركبان والسماح للمدنيين بالعودة إلى قراهم وبلداتهم، مؤكدةً أن الولايات المتحدة تزود الفصائل المسلحة الخاضعة لسيطرتها بالمواد الغذائية التي تصل من خلال قوافل المساعدات الإنسانية إلى المخيم.