رصد || أثر برس أعاد المسلسل السوري “خريف العشاق” ذاكرة متابعيه إلى سبعينيات القرن الماضي في سوريا بقالب درامي مميز وباحترافية عالية في التصوير والإضاءة لنكون أمام عمل درامي سينمائي وتلفزيوني في آن معاً، تتكامل عناصره الفنية بشكل يرضي المشاهد والناقد في آنٍ واحد.
واستطاع “خريف العشاق” من خلال حلقاته الأولى أن يحجز لنفسه مكاناً في الصف الأول، بين الأعمال الدرامية السورية التي تتصدر الشاشات العربية، ويلقى تفاعلاً كبيراً ولم يمض بعد على عرضه عدة أيام.
فمنذ اللحظات الأولى التي أعلن فيها عن التحضير له، حصد مسلسل “خريف العشاق” اهتماماً لافتاً وترقباً، الأمر الذي ترافق مع انطلاق عرضه بداية الموسم.
وعلى ما يبدو فإن هذا العمل استطاع أن يخرج بشخصياته عن المألوف، وهي نقطة تحسب لكاتبته ديانا جبور، التي استطاعت مع مخرج العمل جود سعيد إبراز طاقة تمثيلية جديدة في أداء نجوم العمل لم تستطع الأعمال السابقة إخراجها منهم، ومن بين هؤلاء نجح الممثل أحمد الأحمد أن يشكّل علامة فارقة في العمل من خلال أدائه لدوره بإتقان، وإقناع غير محدود بالإيماءات والتعابير التي لامست المشاعر بصدقها وواقعيتها.
“خريف العشاق” يحكي قصة مجموعة من الشبان والشابات قرروا تحدي مجتمعهم وظروفهم، وأقدموا على الزواج، رغم الاختلافات الطبقية والإقليمية والطائفية، ولديهم يقين بأن الحب يمكن أن يشكّل حصانة لخياراتهم، لكن الواقع يكشف لهم مالم يكن في الحسبان، الأمر الذي يترتب عليه مجموعة من التداعيات في الأحداث، ولتذهب القصة نحو تفكيك عالم الوهم الجميل هذا، بمكاشفات صادمة، تغيّر مجرى الأحداث على أكثر من مستوى، لكن التصعيد هو السمة العامة لها باختلاف حبكاتها الصغرى.
العمل يضم مجموعة من نجوم الدراما المحلية ومنهم أيمن زيدان، أحمد ومحمد الأحمد آمال سعد الدين، سارة إبراهيم، حسن دوبا، حسين عباس، ترف التقي، غابرييل مالكي.. وغيرهم، وهو من إنتاج “إيمار الشام” للإنتاج الفني والتوزيع.
بشغف وترقّب يتطلع المشاهدون إلى ما ستؤول إليه مصائر أبطال “خريف العشّاق”، وماسينتظرهم بعد كل المصاعب التي تواجههم في حياتهم، فكيف ستمضي الحكاية والرؤية الإخراجية لها؟ هذا ما ننتظر الحكم عليه بنهاية عرض العمل.