أثر برس

خطف جماعي في عفرين.. مسلحو تركيا يوهمون أهالي المنطقة بالعودة لمنازلهم لتنفيذ تهجير جديد

by Athr Press G

خاص|| أثر برس شهدت منطقة عفرين الخاضعة لسيطرة القوات التركية ومسلحيها شمالي حلب، خلال الأيام الثلاثين الماضية، عمليات خطف بالجملة استهدفت أبناء منطقة عفرين الذين هجرهم الاجتياح التركي، أثناء محاولتهم العودة إلى قراهم وبلداتهم بعد الوعود و”البروباغندا” التي أطلقتها تركيا ومسلحوها عبر معرفاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.

ووفق ما نقلته مصادر محلية لـ “أثر” من منطقة “الشهباء” التي تضم معظم الأهالي الذين هُجروا من منازلهم قبل أكثر من ثلاثة أعوام بفعل الاجتياح التركي لمنطقة عفرين، فإن عدداً من الأهالي المقيمين في قرى وبلدات المنطقة، ممن أرهقهم التهجير وتكاليف المعيشة بعيداً عن ممتلكاتهم وأراضيهم، حاولوا العودة مؤخراً إلى قراهم وبلداتهم في منطقة عفرين، بعد سلسلة من الوعود الكاذبة التي روّجت لها مواقع تواصل اجتماعي تابعة لمسلحي أنقرة وحتى للحكومة التركية.

وتضمنت حملة “البروباغندا” التي تم تكثيفها بشكل لافت قبل حوالي الشهرين من قبل تركيا ومسلحيها، وعوداً بالجملة تشجع الذين خرجوا من عفرين على العودة إليها، مع ضمان وصول آمن إلى قراهم وبلداتهم، ودون أن يخضعوا لأي تحقيق من قبل السلطات التركية كما كانت تجري العادة سابقاً، ليتبين فيما بعد أن كافة تلك الوعود لم تكن سوى مجرد أكاذيب منفصلة عن الواقع.

وأوضحت المصادر لـ “أثر”، بأن عدداً لا بأس به من مهجري عفرين قرروا العودة بالفعل إلى قراهم وبلداتهم عسى أن يستعينوا بما بقي من ممتلكاتهم على قضاء معيشتهم، إلا أن مسلحي فصائل تركيا كشروا عن أنيابهم وأظهروا كذب تلك الوعود، من خلال قيامهم بخطف معظم الأهالي العائدين واقتيادهم إلى المقرات العسكرية.

وبلغ عدد المخطوفين من الأهالي العائدين إلى عفرين خلال الأيام الثلاثين الماضية ما يقارب /60/ شخصاً بينهم نساء وشيوخ، وينحدرون على وجه التحديد من بلدات “شرّان” و”راجو” و”جنديرس”، فيما بينت المصادر بأن عمليات الخطف تمت عبر حواجز مسلحي تركيا الذين وجهوا للأهالي تهماً مختلفة يتعلق معظمها بالتعامل مع الوحدات الكردية، قبل أن يقتادوهم إلى السجون، ويبادروا بعد ذلك إلى التفاوض مع ذوي المخطوفين لإطلاق سراحهم مقابل مبالغ مالية كبيرة.

اللافت تمثل في قيمة الفدية المالية التي يطلبها مسلحو تركيا من ذوي العائدين المخطوفين، حيث قالت المصادر إن المبالغ التي يطلبها المسلحون على سبيل الفدية، تراوحت قيمتها ما بين /1000/ و/5000/ دولار أمريكي لكل مخطوف، بأرقامٍ تعدّ الأعلى من نوعها التي يطلبها المسلحون منذ احتلالهم لمنطقة عفرين.

وتمتلك الفصائل الموالية لتركيا سجلاً واسعاً من عمليات الخطف بحق المدنيين في منطقة عفرين، منذ سيطرتهم على المنطقة في آذار /2018/، حيث تقدر المصادر أعداد المخطوفين بالآلاف، منهم من عاد إلى ذويه وأسرته بعد دفع الفدية المالية، ومنهم من لا يزال مصيره مجهولاً منذ سنوات، عدا عن عمليات القتل والتعذيب الوحشي التي تتم داخل سجون المسلحين بحق كل من لا يدفع الفدية أو يتم إثبات تعامله مع الوحدات الكردية.

زاهر طحان – حلب

اقرأ أيضاً