على الرغم من أن واشنطن مستمرة بالتأكيد على اتخاذ مسار الدبلوماسية بشأن الملف النووي، فإنها أطلقت قاذفتين من طراز “بي-52” النوويّة، وحلقتا فوق شرق البحر الأبيض المتوسط وشبه الجزيرة العربية والبحر الأحمر، في الوقت الذي يسود التوتر بين واشنطن وطهران في المشهد بينهما، الأمر الذي عدّه مراقبون بمنزلة رسالة تحذيرية لإيران.
واعتبرت الخارجية الأمريكية في بيان لها، الأمس السبت، أن “الرد الإيراني على المقترحات الخاصة بالمفاوضات النووية مؤسف”، مشيرةً إلى أن “هذا الرد يعيد الأمور إلى الخلف… لن نبرم اتفاقاً لا يصب في مصلحة أمننا القومي”.
ورأت الخارجية الأمريكية أن “العودة للاتفاق النووي لن تعالج كل أنشطة إيران، وحصولها على سلاح نووي سيزيد من تفاقم المشاكل”، على الرغم من أنها اعتبرت ذلك سابقاً، تعزيزاً للاستقرار الإقليمي.
من جانبه، أكد وزير الخارجية الإيراني أن “طهران لن تتجاوز خطوطها الحمر على الصعيد النووي قيد ذرة”، وفي كلمة له في اجتماع مجلس خبراء القيادة، قال أمير عبد اللهيان: “إن كل محاولات الولايات المتحدة في خلق واقع سياسي وأمني جديد في المنطقة، من دون إيران، فشلت”، مشيراً إلى أن “الرئاسة الإيرانية اتخذت نهجاً صحيحاً على أساس اعتماد سياسة خارجية متوازنة مع دول العالم، والاهتمام بتعزيز العلاقات بدول الجوار وآسيا، وعدم ربط اقتصاد البلاد بالعقوبات والمفاوضات”.
بدورها، قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية: “إن مخزون إيران من اليورانيوم المخصّب يتجاوز ما يزيد على 19 مرة الحدّ المسموح به بموجب الاتفاق الدولي حول النووي الإيراني المبرم عام 2015”، مؤكدةً أنها “لا تستطيع ضمان أن البرنامج النووي الإيراني سلميّ حصراً”.
وتعليقاً على ذلك، ردت الخارجية الإيرانية بأن “مفتشي الوكالة زاروا إيران عدة مرات في إطار تعاونها معها، وأكدوا الطابع السلمي لنشاطات إيران النووية مرات عدة”، نافيةً الاتهامات الموجّهة إلى إيران بشأن تخصيب غير مصرّح به.
وشددت الخارجية الإيرانية “على طلبها بإغلاق الملف المسيّس من جانب الوكالة الدولية، بشأن العثور على آثارٍ لموادّ نووية، في مواقع لم تصرّح طهران بأنها شهدت أنشطةً من هذا النوع”.
وسبق أن وافق مجلس الشيوخ الأمريكي، بأغلبية 62 صوتاً مقابل 33 صوتاً من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، على مشروع قرار غير ملزم يدعو إدارة جو بايدن إلى عدم الموافقة على اتفاق نووي مع إيران ما لم تقبل طهران بعض الشروط الصارمة، مثل منع صادرات النفط إلى الصين، وكبح برنامج الصواريخ الباليستية، و استمرار العقوبات على الحرس الثوري الإيراني.
أثر برس