أصدر مجلس الأمن الدولي النشرة الشهرية لجدول أعماله في آب الجاري، في وقتٍ تتولى فيه الولايات المتحدة الأمريكية الرئاسة الدورية للمجلس المكوّن من 15 دولةً، بما فيها الدول الخمس دائمة العضوية.
وذكرت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد، إنّ “المجلس يخطط لإجراء ثلاثة اجتماعات بشأن سوريا، وهي جلسة بشأن الأسلحة الكيميائية في 8 آب، وجلسة بشأن الوضع السياسي في 23 آب، وجلسة بشأن الوضع الإنساني في 29 آب.
وفي هذا الصدد، اعترضت روسيا على اقتراح الولايات المتحدة لجدول أعمال المجلس بشأن سوريا، ووصفت المناقشات الكثيرة بأنها ليست ذات معنى.
وقال نائب ممثل روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة ديمتري بوليانسكي، إنّ “بلاده تعارض اقتراح إجراء كثير من الاجتماعات بشأن سوريا، موضحاً أنّ “موسكو منذ مدة طويلة لا تؤيد مناقشة ثلاثة جوانب منفصلة للوضع في سوريا كل شهر”، وفقاً لما نقلته وكالة “تاس” الروسية.
وأشار بوليانسكي إلى أن “الدول الغربية تجري ثلاثة اجتماعات كل شهر، بشأن القضايا السياسية والإنسانية والأسلحة الكيميائية”، مضيفاً إنّه “يمكن الجمع بين القضايا السياسية والإنسانية، في حين يمكن إجراء مناقشة بشأن الأسلحة الكيميائية بأسلوب أقل تكراراً، على سبيل المثال مرة كل ثلاثة أشهر، وإلاّ فلن تكون المناقشات ذات معنى”.
وسبق أن امتنعت روسيا والصين عن التحدث في جلسة آذار الفائت لمجلس الأمن بشأن ملف السلاح الكيميائي في سوريا، وقال نائب المندوب الروسي إنّ “منظمة حظر الأسلحة الكيميائية تعد تقارير مكررة عن سوريا، معتبراً أنّ “الجلسات المتكررة لمجلس الأمن بشأن هذا الموضوع لا قيمة لها”.
وكانت روسيا استخدمت “الفيتو” الثامن عشر بشأن سوريا في جلسة مجلس الأمن التي أُجريت في 11 من تموز الفائت، والتي أخفق فيها المجلس بالتوصل لتمديد التفويض الأممي لإرسال المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى شمالي سوريا، بانتهاء العمل به في 10 من تموز الفائت.
وصوّت مجلس الأمن على مشروع القرار السويسري- البرازيلي الذي ينص على تمديد التفويض 9 أشهر، بتأييد 13 عضواً، ومعارضة صوت (روسيا)، وامتناع الصين عن التصويت، ما أدى إلى عدم اعتماده بسبب “الفيتو” الروسي.
كما صوّت المجلس على مشروع القرار الروسي الذي ينص على التمديد ستة أشهر فقط، وجاءت نتيجة التصويت بتأييد عضوين، واعتراض الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا، وامتناع عشرة عن التصويت، ما أدى إلى عدم اعتماد القرار أيضاً.
وتعليقاً على ذلك، أكد نائب سفير روسيا لدى الأمم المتحدة ديميتري بوليانسكي، أنّ “موسكو لن تتردد في استخدام حق النقض في مجلس الأمن، ليس فقط لحماية مصالحها الخاصة، بل لحماية مصالح حلفائها وشركائها في الأمم المتحدة”، وفقاً لما نقلته قناة “العربية”.
واعتبر بوليانسكي أن “الولايات المتحدة هدفها ليس مساعدة الشعب السوري، وأنه “ليس هناك عقبات أمام تقديم المساعدات الإنسانية لسوريا الآن”، وتابع قائلاً: “حانت لحظة الحقيقة للمانحين، إمّا أنهم يساعدون السوريين حقاً أو يواصلون ابتزازهم فعلياً، ويطرحون مطالب سياسية جديدة”.
أثر برس