خاص || أثر برس
شهد ريف حلب الشرقي خلال ساعات يوم أمس الثلاثاء سلسلة انفجارات متتالية جراء ألغام أرضية زرعتها الفصائل المسلحة في أنحاء متفرقة من ريف حلب الشرقي، ما أودى بحياة 13 مدنياً وفق الحصيلة الإجمالية.
العدد الأكبر من الضحايا سقط جراء انفجار لغم أرضي في محيط قرية “مرّاغة” في ريف حلب الجنوبي الشرقي، أثناء مرور شاحنة بجواره، كانت تقل عمالاً في طريق عودتهم إلى مدينة حلب، الأمر الذي أدى إلى تدهور الشاحنة واستشهاد 7 من العمال الذين كانوا على متنها في حين أصيب 14 آخرين بجروح متفاوتة نقلوا على إثرها إلى مشافي مدينة حلب لتلقي العلاج.
أيضاً، بلدة “تلعرن” التابعة لمدينة “السفيرة” في أقصى ريف حلب الشرقي، شهدت قبل نحو ساعة من انفجار “مراغة”، انفجاراً مماثلاً في إحدى الأراضي الزراعية، أسفر عن استشهاد شخص وإصابة 13 آخرين تم نقلهم على الفور إلى مشفى حلب الجامعي في ظل تسجيل إصابات عالية الخطورة جراء الشظايا.
وكان الريف ذاته شهد صباح الثلاثاء انفجار لغم أرضي أودى بحياة 5 أشخاص وإصابة آخر من عائلة واحدة في قرية “تبّارة الماضي” التابعة لبلدة دير حافر في منطقة خناصر.
ورجّح متابعون للشأن الميداني في حلب لـ “أثر برس”، أن أسباب ظهور الألغام الأرضية وانفجارها بهذه الطريقة المتواترة، قد تكون مرتبطة بموسم الأمطار الغزيرة التي تؤدي عادة إلى إنحسار التربة عن الألغام المدفونة بالإضافة إلى موسم “الكمأة” المثمر بشكل غير مسبوق في أرياف حلب، الذي دفع المحصول الوافر بمعظم أهالي المناطق إلى التهافت لقطافها وطرحها في الأسواق كونها ذات تجارة رابحة، مشيرين إلى أن عملية قطاف “الكمأة” تحتاج إلى بحث بشكل موسع حيث تنمو داخل التربة في مواقع خاصة، الأمر الذي يمكن ربطه بمسألة انفجار الألغام التي دفنتها التربة بالكامل خلال العامين الماضيين.
يشار إلى أن تنظيمي “داعش” و “جبهة النصرة” كانا يسيطران على معظم أجزاء ريف حلب الشرقي وصولاً إلى الجهة الجنوبية الشرقية التي يمر فيها طريق “خناصر” الذي يربط مدينة حلب بباقي المدن السورية، قبل أن تنفذ القوات السورية سلسلة عمليات عسكرية أدت قبل نحو عامين إلى استعادتها السيطرة على هذه المناطق وإجبار الفصائل المسلحة على الانسحاب منها.
زاهر طحان – حلب