القرار الأمريكي المتعلق بالانسحاب من بعض مناطق الشمال السوري، والمتزامن مع التهديدات التركية بشن عملية عسكرية ضد “الوحدات الكردية” تسبب بفتح العديد من الملفات المرتبطة بالسياسة الأمريكية وعلاقتها مع حلفاءها.
صحيفة “أوراسيا ديلي” الروسية أشارت على أن القرار الأمريكي يشير إلى فشل المشروع الأمريكي-التركي فنشرت:
“كل الدلائل، تشير إلى فشل المشروع الأمريكي-التركي لإنشاء منطقة داخل الجمهورية العربية السورية، فالنقطة الأساسية في هذا المشروع المشترك بين تركيا والولايات المتحدة هو غزو الأولى لمناطق ما وراء الفرات السورية، ولكن بعدها، يصعب التنبؤ بما سيحل بالجيش التركي وبأردوغان شخصياً”.
وتحت عنوان “خيانة ترامب تغضب الأكراد وتهدد المصالح الأمريكية” نشرت “الغارديان“:
“في أوائل عام 2015 طلبت الولايات المتحدة من الأكراد المساعدة، بينما كان تنظيم الدولة الإسلامية موجود في الشرق الأوسط ويمثل تهديداً للغرب، وبعد أربعة أعوام من ذلك التاريخ يبدو أن القوات الكردية تواجه نأي الولايات المتحدة، عشية هجوم متوقع من الرئيس التركي رجب طيب إردوغان على المناطق الكردية”.
في حين أشارت “رأي اليوم” اللندنية إلى ارتباط القرار الأمريكي بالأمن “الإسرائيلي” في الشرق الأوسط فقالت:
“هيمنت بشكل تام المعضلة الإيرانية على الأجندة السياسية والأمنية والإعلامية في كيان الاحتلال الإسرائيلي، بعد قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، سحب ما تبقى من قواته في سورية، وعملياً ترك منطقة الشرق الأوسط، بحسب المصادر السياسية الرفيعة وواسعة الاطلاع في تل أبيب، فريسة سهلة بأيدي اللاعبين الآخرين: روسيا وإيران، معتبرة في الوقت عينه أن الانسحاب الأمريكي لم يتم التنسيق حوله بين واشنطن وتل أبيب قبل إخراجه إلى حيز التنفيذ، وأنّ الأخيرة لم تكُن تعلم بذلك بتاتاً، بل علِمت كباقي الدول، على حدّ تعبيرها”.
القرار الأمريكي لاقى نصيباً وافراً من الانتقادات، كوزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون التي وصفت القرار بـ”الخيانة المقرفة” للأكراد، إضافة إلى أنه تسبب بتعقيد المشهد في الشمال السوري أكثر، لكن حتماً هذا القرار وإن لم يطبق بكافة تفاصيله بعد فحتماً يمثل واجهة للكثير من الأحداث، والأهداف التي يريد ترامب تنفيذها في المرحلة الحالية لا سيما وإنه تزامن مع قرب الانتخابات الأمريكية، حيث يخالف الشعب الأمريكي مشاركة جيشه في العديد في عمليات عسكرية خارج حدود بلاده، إضافة إلى رغبة الرئيس ترامب بالنأي ببلاده عن الخلاف بين حليفيه تركيا والأكراد، ليحافظ على وجوده في مناطق أكثر استراتيجية في سورية بالنسبة له وهي شرق الفرات.