لا يبدو أن خيبات الكرة السورية ستتوقف في القريب العاجل، وسنعود بعد كل مشاركة لأي منتخب سوري لنقول أننا نبني منتخباً للبطولة القادمة ثم تنتهي الأمور من دون أي مساءلة ونعود بعد ذلك لنعيد نفس الأسطوانة.
ويبدو أن منتخباتنا الوطنية لكرة القدم وخصوصاً منتخب الرجال قد أصبحت مثل مسلسل محلي نعيد تكراره في شهر رمضان كل عام وقد حفظنا كل تفاصيله وإن حاول المخرج تجميله بعض الشيء.
هيكتور كوبر وعصام الحضري وغيرهما هم أبطال كومبارس زج بهم المخرج لتجميل صورة المسلسل الكروي الشهير (باب القبة) نسبة لقبة الفيحاء؛ ولكن للأسف لم يتغير شيء و(صطيف الأعمى) لم يقتله أبو شهاب، فعاد كما عاد أبو عصام وغيره؛ لأن كاتب السيناريو أراد ذلك واستمرت الموسيقا التصويرية وكلمات أغنية الشارة كما هي نسمعها في بداية كل حلقة وعند نهايتها، وللأسف ارتدى المحتل ثوب آخر واستعمر الكرة بطريقة يصعب التخلص منه؛ ولكنها ليست مستحيلة.
مباراة منتخبنا الأولى مع ماليزيا كشفت كوبر وطاقمه الفني قبل النهائيات الآسيوية وخيراً حدث ذلك؛ لأن مستوى الممثلين انكشف وتبيّن أنهم من أضعف ما أنتجته الدراما الكروية في سوريا، فإن كان كوبر هو من اختارهم فسنكبر التكبيرات الخمسة على كرتنا، وإن لم يكن من فعل ذلك فتلك لعمري كارثة تحتاج إلى تغيير أبو جودت الذي أدى دوره المرحوم زهير رمضان والاستعانة ببطل فيلم رجل من هذا الزمان للكبير المصري الراحل عادل أدهم، وقد نحتاج للاستعانة بالمحقق كونان للكشف عن صطيف الأعمى الذي لم يمت، واتضح أنه من يتحكم بالقبة (بصراحة تستحق الكرة السورية كل هذه الفزلكات الدرامية وبرامج الأطفال لإصلاح شأنها) وقتله أو إخراجه من المسلسل نهائياً، فلربما تستقيم الأمور قليلاً.
بعيداً عن تقاطعات الدراما والكرة، فإن الجمهور السوري أصيب بالصدمة من هول ما شاهده أمس من أداء منتخبنا على ملعب صيني كنا نتمناه أفضل من ذلك؛ ولكنه اتضح بالنهاية أن مثل هذا الأداء كثير عليه مثل هذا الملعب.
وتساءل الجمهور عن مستوى معظم اللاعبين إن لم نقل كلهم وهل كوبر هذا الذي يقودهم هو نفسه المدرب الأرجنتيني صاحب الإنجازات أم أن الذكاء الاصطناعي صنع بديلاً منه؛ لأنه بصراحة (زيوان بلد ولا هيكتور جلب).
مع تبقي نحو الثلاثة أشهر على انطلاق بطولة الأمم الآسيوية يجب أن يجد اتحاد الكرة حلولاً سريعة فبقاء الكادر الفني خارج سوريا يقوده عن بعد أمر غير صحي، ووجود لاعبين أكل الزمن عليهم وشرب يدل على وجود من يريدهم في المنتخب بطريقة أو بأخرى، ومن لم يصلح لمباراة ماليزيا الودية لا يصلح للجلوس متفرجاً في المدرجات ببطولة الأمم الآسيوية حيث (الطحن) وقد مللنا من الجعجعة والمجعجعين.
باختصار سقط منتخبنا في الصين مع ماليزيا وكشفت المباراة المستوى الحقيقي لكوبر وجماعته؛ فأن تتعادل مع ماليزيا بعد أن تتقدم بهدفين وهي في تصنيف متأخر جداً عن منتخبنا يدل على أنك لا تملك شيئاً لتقدمه، وقد هرمت فنياً كما هرم لاعبوك في أرض الملعب على الرغم من أن بعضهم من الشباب.
ما هذا يا تامر؟
(إيه ده اللي بيحصل يا سي تامر) فلا عذر لديك ولسنا مضطرين لسماعه، وربما أنت الوحيد من كل المدربين الذين تعاقبوا على تدريب المنتخبات الوطنية السورية لاقى ما لاقاه من دلال؛ فمعسكراتك مستمرة وما تطلبه من اللاعبين يحضر طوع أمرك وإشارتك، والأولمبي في حالة استنفار دائم على حساب الأندية أي (شبيك لبيك اتحاد الكرة بين إيديك).
أن تنال الميدالية الفضية في البطولة العربية على الرغم من عدم قناعتنا بها خصوصاً بخسارة المباراة النهائية مع منتخب (يافعين) السعودية ضغطنا على أنفسنا للسعادة بها؛ لأننا بحاجة لنتيجة جيدة في بطولة حتى لو كانت (مش قد المقام) لنقنع شيئاً بداخلنا أننا قادرون على فعل ما يجب فعله.
هدفا المنتخب العُماني في مرمى منتخبنا يحكيان كل الحكاية ويدفعنا للتساؤل ماذا تفعل في التمارين وما هي خططك ودروسك وطرقك الفنية التي قدمتها للمنتخب؟! وهل من أحد في اتحاد الكرة حضر لك تمرين وتناقش معك فيما تفعله؟!
أن تخسر مع المنتخب العُماني لم نضعه في الحسبان وكنا نعتبره مفاجأة إن حصل؛ ولكن بعدما شاهدنا ما شاهدناه في أرض الملعب سنعتبر الفوز على بروناي مفاجأة وعلى الأردن إعجاز إن حصل، ونتمنى أن يحصل حتى نعود لوضع النتيجة مع المنتخب العُماني في خانة المفاجآت.
بصرف النظر عن النتائج المتبقية في رحلتي الأولمبي والأول أصبحنا على قناعة شبه تامة بأن (زيوان المحلي أفضل من كوبر وتامر جلب) ولو أعطي المدرب المحلي ربع ما يُعطى لهؤلاء المدربين لحقق أفضل مما حققوه؛ ولكن للأسف مزمار الحي لا يطرب والقرارات الشجاعة تحتاج إلى رجال شجعان لاتخاذها للأسف نفتقدهم كثيراً في كرتنا.
محسن عمران || أثر سبورت