أفاد مسؤول أمني أردني، بأن محاولة “الإطاحة” بالملك عبد الله الثاني، كانت مخططاً تورط فيه الكيان الإسرائيلي والإمارات والسعودية والولايات المتحدة.
حيث أكد المسؤول الأمني الذي لم يكشف عن اسمه، أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان دعم المخطط مقابل وعد بالوصاية على القدس، حسب صحيفة “الأخبار” اللبنانية.
وأضاف المسؤول: “المخطط كان متعدد الأطراف، وانقلاباً كبيراً ومعقداً بكل المقاييس، لكن الملك نجح في إفشاله بشكل هادئ وحافظ على التوازنات الداخلية والإقليمية”، لافتاً إلى أن “تخطيط قيادات في إسرائيل للمحاولة، يعود إلى الموقف السلبي للأردن من صفقة القرن، التي رأى فيها تنفيذاً لمخطّط الوطن البديل للفلسطينيين وإلحاقاً لغور الأردن بالأراضي المحتلّة”.
وفي السياق ذاته، ذكرت الصحيفة أن “الموقف من صفقة القرن، أثار خشية إسرائيل من إعطاء ضوء أخضر لتحرك فلسطينيي الأردن وعشائره ضدها، لذلك فقد طلبت تل أبيب مساعدة الرياض، واشترط ولي العهد السعودي محمد بن سلمان من أجل ذلك، الموافقة على نقل الوصاية على المقدسات في القدس المحتلة إلى السعودية”.
وأشارت إلى أنه بعد موافقة واشنطن، “أخذ ابن سلمان الأمور على عاتقه، وفوّض رئيس الديوان الملكي السابق باسم عوض الله، للقيام بالتحضيرات الضرورية لانتقال الحكم على مستوى الأسرة، فيما كلف محمد دحلان بالتحرك على مستوى العشائر وفلسطينيي الأردن، وقام السعوديون بتسليح بعض أبناء العشائر الجنوبية، ممن حصلوا على الجنسية السعودية للقيام بأعمال عسكرية إذا اقتضى الأمر”.
ونقلت الصحيفة عن المسؤول نفسه، قوله: إن “التظاهرات التي شهدتها محافظات أردنية عدة الشهر الماضي لم تكن إلّا بروفة، ومحاولة لجسّ النبض واختبار رد فعل الأجهزة الأمنية”.
وكانت الصحيفة قد تحدثت عن تشكيل الأردن والعراق ومصر، مشروع “المشرق الجديد” لتفعيل الشراكة الاقتصادية بينهم، والذي عقدت لأجله عدة قمم ولقاءات بين رؤساء الدول المشاركة، مشيرة إلى أن ذلك يثير هواجس الرياض وتل أبيب، خاصة أنه يحظى باهتمام دول أخرى مناوئة لهما في المنطقة كإيران وسوريا”.
وختمت الصحيفة المذكورة مبينة أن “المشروع يضع الأردن، البوابة الطبيعية بين دول الخليج والكيان، بفعل امتلاكه أطول حدود برية معها، في موقع آخر يجعله قادراً على الاستغناء عن ابتزاز الرياض التي تقتر في مساعداتها المالية لعمّان”.
وكانت وكالة الأنباء الأردنية أعلنت مطلع الشهر الجاري، عن اعتقال شقيق الملك الأردني، الأمير حسن بن زيد، ورئيس الديوان الملكي السابق باسم عوض الله، ومدير مكتب الأمير حمزة بن الحسين ولي عهد الأردن السابق، لأسباب أمنية.
فيما نقلت صحيفة “واشنطن بوست” عن مسؤول استخباراتي أن الاعتقالات جاءت على خلفية التخطيط لمؤامرة للإطاحة بملك الأردن عبد الله الثاني.
يذكر أن صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، نقلت في وقت سابق عن مصادر أردنية وصفتها بـ “الكبيرة جداً”، قولهم: إن “السعودية وإحدى إمارات الخليج كانتا متورطتين من وراء الكواليس، في محاولة الانقلاب في الأردن”.