أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم أمس في مؤتمر صحفي، عن تمكن الولايات المتحدة من قتل زعيم تنظيم “داعش” في محافظة إدلب السورية، في خطاب يحمل في طياته حالة من الـ”تمجيد” بالبطولات الأمريكية التي سبقها مئات التقارير التي تؤكد تنسيق الولايات المتحدة مع التنظيم لخدمة مصالح سياسية واقتصادية.
واختصر وزير الاتصالات الإيراني محمد جواد أزاري جهرمي موقف بلاده فغرد على حسابه في “تويتر” قائلاً: “ليس حدثاً كبيراً ! فقد قتلتم من خلقتموه”
في حين كتب المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي على “تويتر”: “مقتل البغدادي لن ينهي داعش أو فكر التنظيم الذي نشأ وترعرع بمساعدة رعاة إقليميين” في إشارة واضحة لواشنطن في المنطقة.
وتصب هذه التصريحات في نفس إطار ما قاله الرئيس الشيشاني رمضان قاديروف فور شيوع نبأ قتل القوات الأمريكية للبغدادي، حيث كتب على تلغرام: “لقد تم قتل أبو بكر البغدادي مرة أخرى؟ وفوراً تبادرت لذهني كلمات تاراس بولبا (الشاعر الأوكراني الكبير) لابنه أندريه: أنا من أنجبك، وأنا الأحق بقتلك!”.
وفي السياق ذاته ذكرت وزارة الدفاع الروسية، أنها لا تملك أي معلومات تؤكد مقتل زعيم تنظيم “داعش” أبو بكر البغدادي، نافية تقديم أي مساعدة لتحليق الطيران الأمريكي في منطقة إدلب شمال غرب سورية كما ادعى ترامب في خطابه، وفق ما نقلت “روسيا اليوم“.
وقالت الوزارة، في بيان نشرته مساء الأحد على لسان المتحدث باسمها، اللواء إيغور كوناشينكوف، إنها “لا تمتلك أي معلومات مؤكدة حول تنفيذ العسكريين الأمريكيين عملية لتصفية جديدة للزعيم السابق لتنظيم داعش أبو بكر البغدادي، في الجزء الخاضع لسيطرة تركيا بمنطقة إدلب لخفض التصعيد”.
وأضاف كوناشينكوف: “زيادة عدد المشاركين المباشرين والدول التي قيل إنها شاركت في هذه العملية المزعومة، مع وجود تفاصيل متناقضة على الإطلاق لدى كل منها، تثير تساؤلات وشكوكاً مبررة حول مدى واقعيتها وخاصة نجاحها”.
وأوضحت الوزارة: “أولاً، لم يتم رصد أي ضربات جوية من قبل الطيران الأمريكي أو ما يسمى بالتحالف الدولي على منطقة إدلب لخفض التصعيد في غضون يوم السبت أو الأيام الأخيرة الماضية”.
وتابع البيان: “ثانياً، لا علم لدينا بتقديم أي مساعدة مزعومة لتحليق الطيران الأمريكي في المجال الجوي فوق منطقة إدلب لخفض التصعيد خلال هذه العملية”.
وأردفت وزارة الدفاع الروسية مبينة: “ثالثاً، كل الأراضي غير الخاضعة للحكومة السورية بمنطقة إدلب لخفض التصعيد تجري إدارتها والسيطرة عليها من قبل جماعة جبهة النصرة الإرهابية، التي تمثل ذراعاً سورية لتنظيم القاعدة، وقامت هذه الجماعة دائما بالقضاء على التنظيم وأي من عناصره مباشرة على الأرض بلا هوادة، باعتبارهم منافسين أساسيين لها على السلطة في سورية، لهذا السبب يستحق الوجود الهادئ للزعيم السابق لداعش على الأراضي الخاضعة لسيطرة القاعدة السورية تقديم أدلة مباشرة منفصلة من قبل الولايات المتحدة وباقي المشاركين في العملية”.
وختمت الوزارة بالقول: “رابعاً وأخيراً، منذ لحظة الدحر النهائي لداعش على يد الجيش الحكومي السوري بدعم القوات الجوية الفضائية الروسية أوائل العام 2018، لا يوجد على الإطلاق لأي نبأ عن مقتل جديد لأبو بكر البغدادي تأثير على الأوضاع في سورية أو أنشطة الإرهابيين المتبقين في إدلب”.
وكانت قد قالت وسائل إعلام أمريكية فجر أمس إن البغدادي لقي مصرعه بغارة أمريكية صادق على تنفيذها الرئيس دونالد ترامب، في محافظة إدلب السورية.