كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية عن دور دبلوماسي تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية خلف الكواليس في سوريا، وذلك بالتزامن مع تصريحات أمريكية عدة حول الموقف الأمريكي من المستجدات التي تطرأ على الساحة السورية.
وفي هذا الصدد، نقلت الصحيفة الأمريكية عن ضباط أمريكيين، أن “الجيش الأمريكي يلعب دوراً دبلوماسياً مهماً خلف الكواليس في سوريا”، مشيرين إلى مشاركته في وساطة بين الحكومة السورية والمقاتلين الأكراد في البلاد.
وأضاف الضباط الأمريكيون أن “هذه الوساطة تهدف إلى تحقيق الاستقرار ومنع عودة الصراع الأهلي في سوريا”.
وتابع الضباط أن “الوساطة الأمريكية تسعى أيضاً إلى تعزيز دور واشنطن في تشكيل مستقبل سوريا، كما شجعت الجيش السوري الحر على إبرام اتفاق مع الحكومة السورية الجديدة”.
وأشار الضباط إلى أن “احتمال انسحاب القوات الأمريكية من سوريا قد ساهم في زيادة الضغط على قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، مما جعل التوصل إلى اتفاق بين الأكراد ودمشق أكثر إلحاحاً”.
وقال الضباط: “إن التهديد بانسحابنا ساهم في تسريع المفاوضات بين الأكراد ودمشق”، لافتين إلى أن التوصل إلى اتفاق بين الطرفين “أصبح أمراً ضرورياً في ظل التطورات الأخيرة” وفق ما نقلته “وول ستريت جورنال”.
وفي وقت سابق، نقلت وكالة “رويترز” عن مسؤول في الدفاع الأمريكية (البنتاغون) تأكيده أن “الجنرال مايكل كوريلا، قائد القيادة المركزية، لعب دوراً محورياً في دفع قوات سوريا الديمقراطية نحو الاتفاق مع دمشق، مشيراً إلى أن “المفاوضات تسير قدماً بشكل إيجابي”.
وفي سياق مواز، حذر نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس، من “الجماعات المتطرفة” مؤكداً أهمية حماية الأقليات على خلفية الأحداث التي شهدها الساحل السوري مؤخراً.
وقال في مقابلة مع شبكة “فوكس نيوز”: “إن على الإدارة الأمريكية أن تتذكر مع من تتعامل في سوريا وعليها ضمان حماية هذه المجتمعات التاريخية هناك”.
وتابع: “ما حدث للأقليات في سوريا مؤخراً يبدو سيئاً للغاية ونحاول تحديد مدى سوء الأمر، ونحاول معرفة ما إذا كان ما تعرضت له الأقليات في سوريا حادثاً محدوداً أم إبادة جماعية”.
وأضاف: “نتحدث مع حلفائنا ونفعل أشياء غير معلنة لحماية الأقليات في سوريا مثل المسيحيين والدروز”، لافتاً إلى أن “واشنطن لن ترسل قوات إلى سوريا لكن هناك الكثير مما يمكن فعله دبلوماسياً واقتصادياً لحماية الأقليات”.
وقال: “غزونا للعراق أدى إلى تدمير أحد أعظم المجتمعات المسيحية التاريخية في العالم. لا نريد أن نسمح بتدمير مجموعة مسيحية مرة أخرى”.
ومن جانبها، نقلت شبكة nbc news الأمريكية عن مصادرها أن البنتاغون وضعت خططاً لسحب جميع القوات الأمريكية من سوريا، موضحة أن “الرئيس دونالد ترامب والمسؤولين المقربين منه أعربوا مؤخراً عن اهتمامهم بسحب القوات الأمريكية من سوريا، مما دفع مسؤولي البنتاغون إلى البدء في وضع خطط للانسحاب الكامل خلال 30 أو 60 أو 90 يوماً”.
وبيّنت مصادر الشبكة الأمريكية أن “مستشار الأمن القومي الجديد مايك والتز، أمضى يوم الجمعة الفائت في مقر القيادة المركزية الأمريكية في تامبا بولاية فلوريدا، حيث التقى بكبار القادة العسكريين الأمريكيين وحصل على إحاطات بشأن الشرق الأوسط”.
وقال مسؤول بالبيت الأبيض: “إن التخفيض المحتمل للقوات الأمريكية في سوريا لم يكن موضوع الإحاطة أو الغرض من زيارة والتز”، مشيراً إلى أنه “من الجيد أن يقوم والتز بزيارة القيادة المركزية الأمريكية للتعرف على المنطقة بأكملها” وفق ما نقلته شبكة nbc news الأمريكية.
يشار إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، علّق سابقاً على سؤال حول سحب القوات الأمريكية من سوريا، قائلاً: “لا أعرف من قال ذلك، أعني أنني لا أعرف من قال ذلك، لكننا سنتخذ قراراً بشأن ذلك”.