يتكرر الحديث عن احتمال انسحاب القوات الأمريكية من سوريا بعد فوز دونالد ترامب، بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، وذلك وسط توجّس من قبل “قوات سوريا الديمقراطية- قسد” من احتمال اتخاذ واشنطن هذه الخطوة.
وفي هذا الصدد، حذّر المبعوث الرئاسي الأمريكي السابق إلى سوريا، جيمس جيفري، من أي انسحاب أمريكي من سوريا، قائلاً: “الانسحاب إن حصل سيفيد خصوم الولايات المتحدة ويضر بحلفائها” مضيفاً أن “مثل هذه الخطوة قد تكون لها عواقب وخيمة” وفق ما نقله موقع “ميدل إيست أي” البريطاني.
وأشار دبلوماسيون أمريكيون إلى أن ترامب يتجه نحو إدارة التصعيد وإنهاء الحروب العسكرية، إذ نقل موقع “ميدل إيست أي” عن العقيد المتقاعد ريتش أوتزن، المسؤول السابق بوزارة الخارجية الأمريكية المتخصص في شؤون الشرق الأوسط قوله: “إن السياسة الخارجية لترامب ستتبع نهجاً صارماً في إدارة التصعيد والردع”.
كما أشار سهيل خان مستشار سياسي من الحزب الجمهوري في حديث لقناة “الحرة” الأمريكية إلى أن “ترامب كان واضحاً في حملته عندما قال إنه يريد جيشاً أمريكياَ قوياَ يحافظ على مصالح الولايات المتحدة ويحمي أراضيها” مضيفاً أن “ترامب حذّر ولا يرغب في تعريض القوات الأمريكية للخطر كما حدث سابقاً في العراق وفيتنام وأفغانستان، وأن الظروف الحالية لا تستوجب بقاء الجيش الأمريكي في المنطقة”.
من جانبها، نقلت وكالة “باسنيوز” الكردية عن الناشط السياسي الكردي عمر أحمد، قوله: “إن انسحاب القوات الأمريكية من سوريا وارد بشكل كبير بعد فوز ترامب في انتخابات الرئاسة، وهذه الخطوة في حال لو حصلت ستضع قوات سوريا الديمقراطية- قسد، في ورطة كبيرة”.
وأشار في الوقت نفسه، إلى أن التصعيد الحاصل في المنطقة لا سيما بين الاحتلال الإسرائيلي وإيران قد يدفع ترامب لتأجيل الانسحاب إلى وقت لاحق، مضيفاً أن الخيارات جميعها واردة بعد فوز ترامب، مرجّحاً أن ” PKK” قد يدفع “قسد” باتجاه دمشق.
وفي 7 تشرين الثاني الجاري، كشف روبرت كينيدي جونيور، حليف الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، أن الأخير يريد سحب القوات الأمريكية من شمال سوريا.
وقال كينيدي، في لقاء خلال بث مباشر لتغطية نتيجة الانتخابات الرئاسية الأمريكية: “كنا نتحدث عن الشرق الأوسط، حين أخذ (ترامب) قطعة من الورق ورسم عليها خريطة للشرق الأوسط مع جميع الدول عليها.. وكان ينظر بشكل خاص إلى الحدود بين سوريا وتركيا” وفق ما نقله موقع “ميدل إيست أي”.
ونقل كينيدي عن ترامب قوله: “لدينا 500 جندي عند الحدود بين سوريا وتركيا ومعسكر صغير تم قصفه، بينما هناك 750 ألف جندي في تركيا و250 ألفاً في سوريا.. إذا واجهوا بعضهم بعضاً، فنحن في الوسط”.
وأشار إلى أن “الجنرالات” أبلغوا ترامب أن القوات الأمريكية ستكون “وقوداً للمدافع” إذا اشتبكت تركيا و”الوحدات الكردية” وحينها رد ترمب: “أخرجوهم”.
يشار إلى أن ترامب، سحب خلال فترة رئاسته بين عامي 2017- 2020 قوات بلاده من مناطق شمالي سوريا، وعام 2019 أعلن ترامب في منصة “X” خلال فترة رئاسته نيته لسحب القوات الأمريكية من سوريا، إذ قال عام 2019: “حان الوقت لتخرج الولايات المتحدة من الحروب السخيفة التي لا نهاية لها في سوريا”، مضيفاً أنه “كان من المفترض أن تكون الولايات المتحدة في سوريا مدة 30 يوماً، كان ذلك قبل سنوات عدة، لكننا بقينا وتدخلنا أعمق وأعمق في معركة من دون هدف في الأفق”.