يعتبر شهر رمضان المبارك من أهم مواسم الدراما العربية، إضافة إلى أن المسلسلات التي تُعرض في هذا الشهر باتت من العادات التي اعتاد عليها الجمهور في كل عام، وفي بدايتها كان الهدف منها هوالتسلية والترفيه وتسليط الضوء على معاناة الشعوب، لكن مؤخراً من الواضح أنها باتت تأخذ منحى مختلف وخصوصاً على القنوات الكبرى مثل بعض القنوات الخليجية ذات التمويل الكبير والمتابعة الأوسع.
هذا الأمر استحوذ على اهتمام العديد من المحللين في وسائل الإعلام العربية، حيث نشرت وكالة “فلسطين اليوم” مقالاً جاء فيه:
“الأمر أخطر من مجرد مسلسل وتطبيع، إن بعض الأعمال تمجد الكيان الصهيوني وتعده صديقاً، وتصور الفلسطيني عدواً، وتزوّر التاريخ وتقلب الحقائق، إنها تبث ثقافة جديدة عنوانها كراهية الفلسطيني الصامد المقاوم، ولم يُسجّل لقناة إم بي سي يوماً إنتاجها مسلسلا ًيجسد معاناة الشعب الفلسطيني، أو فيلماً يمجد مقاومة الفلسطيني في مواجهة الاحتلال، أو برنامجاً يكشف الإرهاب الصهيوني، ولا تلقى فلسطين وشعبها اهتماماً في برامجها ومجالها الإعلامي، وإن وجدت فهي للإساءة والتشويه”.
وفي صحيفة “رأي اليوم” جاء:
“إن ما يحدث في الخليج شيطنة للشعب الفلسطيني وتلميع لقيم الاحتلال والظلم، وذلك عن طريق بث مسلسلات درامية رمضانية ومقابلات تلفزيونية تمجد إسرائيل وتثني على تحضرها وقوتها في المنطقة وفي فلسطين.. مجموعة من الأشخاص محدودي العدد من سياسيين وإعلاميين في منطقة الخليج دأبوا منذ سنوات على تنفيذ مخطط أعد بأحكام للتأثير نفسياً على شعوبهم، بهدف إخضاعها لتقبل فكرة الاعتراف بإسرائيل، ليس فقط الاعتراف باغتصاب إسرائيل لفلسطين بل التغاضي التام عن حقوق الشعب الفلسطيني في أرضه فلسطين، ليس ذلك فحسب بل شيطنته أيضاً”.
أما صحيفة “الأخبار” اللبنانية ففندت بعض الحقائق التاريخية حول شخصية أحد المسلسلات فجاء فيها:
” المسلسل الخليجي أم هارون، هو مسلسل مفتعل وفارغ قصة وموضوعاً، والقصد منه الترويج للتطبيع مع الكيان الصهيوني على المستوى الشعبي العربي الذي استعصى على الصهاينة وأنظمة الخنوع والانحطاط العربية كما لا يخلو من النصب والاحتيال على المشاهد العربي وغير العربي”.”.
واضح أن بعض الأجهزة والجهات الممولة والتي تقف خلف هذه شركات الانتاج والقنوات الفضائية بدأت بالفعل باستثمار الدراما للترويج للتطبيع مع العدو الاسرائيلي بشكل غير مباشر، عبر زرع أفكار وحقائق مشوهة في عقول الجمهور العربي، وذلك بهدف إنشاء جيل مبرمج ممكن أن يتقبل فكرة التطبيع مع هذا العدو وحرف بوصلة الانسان العربي من فلسطين إلى مايخدم مصالح هذه الأجهزة والدول التي تقف خلفها، وبذلك لم تعد تحمل الدراما أي رسالة أو محتوى ثقافي أو تاريخي صحيح.