خاص|| أثر تزامناً مع عيد المعلم الذي يصادف نهاية الأسبوع الثالث من شهر آذار من كل عام، اشتكى عدد من السوريين من ارتفاع أسعار الهدايا بكل أنواعها ارتفاعاً كبيراً.
حيث قالت نوال وهي (معلمة وأم في آن معاً) لـ “أثر”: “أسعار الهدايا مرتفعة (ترفع الضغط) فزجاجة العطر بـ20 ألفاً طبعاً من دون رائحة لكن شكلها جميل”، مضيفة: “لدي ثلاثة أبناء في المدرسة وإذا افترضت أنني سأشتري لكل معلمة هدية معنى ذلك أني بحاجة إلى 60 ـ 70 ألفاً بالحد الأدنى وهذا يرهق ميزانيتي وما زلنا في منتصف الشهر”.
وتابعت: “سأبحث عن شيء جديد لدي ربما لدي في أشيائي الخاصة هذا سيخفف العبء قليلاً”.
بينما وجدت هبة ولديها ولدان وبنت في المدرسة، أن الهدية غير مجدية للمعلمة أو قد لا تعجبها أو لا تكون بحاجة إلبها، مضيفة لـ “أثر”: “لذلك بعد نقاش بيني وبين زوجي وجدت أن أضع لكل معلمة مبلغ 10 آلاف في ظرف وأكتب عليها اسم التلميذ وأرسلها فأكون بذلك قد أرسلت 30 ألفاً بدل من أن أخسر مبلغاً كبيراً ثمناً لثلاث هدايا وهذا (أخف وطأة)”.
كما اتفق مجموعة من الشباب في المرحلة الثانوية (عددهم كبير)، أن يجمعوا مبلغاً من المال لشراء مدفأة لأستاذهم كونه لا يملك واحدة ووضعه المادي متعب جداً ويعيش بالإيجار؛ حيث تحدث أنس باسم المجموعة، فقال لـ “أثر”: “حاولنا إعطاءه المبلغ (سرياً) لكنه لم يقبل فوجدنا أنها طريقة جيدة لرد جزء من الجميل”.
أما والدة يولا في الصف الأول بينت أنها ستزور المعلمة في بيتها وتعطيها مبلغاً مالياً قد يسد حاجتها في هذه الظروف؛ وتعترف الأم أنه وبكون ابنتها وحيدة استطاعت فعل ذلك، فلو كان لديها أولاد عدة فمن المستحيل أن تتمكن من إهداء المعلمات.
بدورها، والدة هادي في الصف السابع، أوضحت لـ “أثر” أنها ترسل سنوياً هديتين الأولى لموجهة ابنها والثانية إلى مدير المدرسة وذلك كون عدد المدرسات كبير (لكل مادة معلمة) وهي لا تستطيع بالمطلق لذلك ترى من وجهة نظرها أن تواصلها دائماً مع الموجهة لذلك فهي تستحق الهدية أكثر.
وفي في جولة لمراسلة “أثر” إلى بعض محلات الهدايا والبوتيك، تبين أن الأسعار تبدأ من 10 آلاف ثمن علبة (ديودوران) و20 إلى 25 ألفاً ثمن زجاجة عطر، و40 ألفاً ثمن علبة مكياج، وهناك مجموعة عروض تتألف من “قلم روج وعلبة عطر صغيرة وكريم يدين وقلم كحل” ضمن مجموعة واحدة بأكثر من 60 ألفاً.
كما تراوح سعر الحقيبة النسائية بين 50 إلى 125 ألفاً، وسعر الجزدان الصغير الذي يوضع داخل الحقيبة بـ45 ألفاً، بينما تراوحت أسعار البيجامات بين 12 إلى 60 ألفاً، وسعر قمصان النوم تبدأ من 50 ألفاً، وسعر دزينة فناجين قهوة تبدأ من 75 ألفاً وتصل إلى 200 ألف، أما الصحون فسعرها يصل إلى 100 ألف ل.س.
تجدر الإشارة إلى أن وزارة التربية ألغت قبل سنوات تقديم الهدايا للمعلمين في عيد المعلم نظراً للظروف الاقتصادية الراهنة التي يعيشها معظم الأهالي إلا أن هناك أسراً ما زالت تحافظ على هذه العادة من باب حرص المعلمة على ابنها في المدرسة.
دينا عبد