تستمر الاحتجاجات في مناطق متفرقة بمحافظة السويداء، عبر قطع بعذ الطرقات وإغلاق الدوائر الحكومية، وحول خلفيات هذه الاحتجاجات نقلت صحيفة “الأخبار” اللبنانية عن مصادرها أن “التواصل الكردي مع أشخاص وسياسيين في السويداء، وتحديداً حزب اللواء السوري، لم ينقطع منذ انطلاق موجة الاحتجاجات الأخيرة قبل نحو أسبوعين”.
وأكدت المصادر “وصول بعض الشخصيات القيادية الكردية من الصفين الثاني والثالث إلى المنطقة، للتعبير عن تأييد الإدارة الذاتية الكردية لمطالب أهالي السويداء، والاستعداد لتقديم الدعم المالي المطلوب لهم”، موضحة أن “الكرد حرصوا على عدم إرسال شخصيات معروفة، لعدم فضح دورهم في ما يحصل من تظاهرات في السويداء، بدأت تنتقل من المطالب المعيشية إلى السياسية”.
وكشفت المصادر أن “الشخص الذي رفع علم حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي، هو من الأكراد الذين زاروا السويداء أخيراً” وفقاً لما نقلته “الأخبار”.
وبالتوازي مع النشاط السياسي للقياديين الأكراد في السويداء، وجّهت “الإدارة الذاتية” وسائل الإعلام الناطقة باسمها والتابعة لها، بإفراد مساحات واسعة في التغطيات الإعلامية، لما يحصل من تظاهرات في السويداء، والتركيز على أن مطلب المتظاهرين الرئيس هو تطبيق “الإدارة الذاتية في السويداء”.
وتنسجم هذه التسريبات، مع تصريح نقلته وكالة “هاوار” الكردية لرئيس حزب “اللواء السوري”، مالك أبو الخير، نهاية تموز الفائت، قال فيه: “الحزب بدأ يتوجّه رسمياً نحو تطبيق خطوات فعلية لتطبيق نموذج الإدارة الذاتية في السويداء”
ورأى أبو الخير أنه “بات لزاماً العمل سياسياً واجتماعياً واقتصادياً للنهوض بواقع البلاد، وطرح مفهوم الإدارة الذاتية الذي يساهم في إعادة بناء المجتمع من جديد” وكشف أنهم “اتخذوا عدة خطوات على طريق تطبيق الإدارة الذاتية في السويداء، كفتح مكاتب خدمية لخدمة الأهالي، مع التحضير لبناء جسم سياسي واجتماعي ومدني لإدارة المنطقة، استلهاماً من تجربة الإدارة الذاتية شمال وشرق سوريا”.
وحدّد أبو الخير “خمس مراحل لتطبيق التجربة، تبدأ بالخدمات من خلال إنشاء مكتب لتوفير المياه لـ4 آلاف أسرة ضمن السويداء، والعمل على الدعوة إلى مؤتمر عام للتأسيس لجسم مدني واجتماعي وسياسي، أولى أولوياته مكافحة المخدّرات، وإنشاء مكتب للعمل والبلديات لخدمة البلديات في أحياء ومناطق السويداء” مضيفاً أن “المرحلتين الرابعة والخامسة تتضمّنان إطلاق مكتب للدفاع المدني لإنجاز المشاريع الخدمية، وإطلاق فريق للتدخل الطبي السريع في حال حدوث معارك أو اشتباكات”، مؤكّداً “حرص الحزب على التعاون وتنسيق الجهود مع الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، في إطار أوسع وأشمل سياسياً واقتصادياً واجتماعياً”.
مشاريع تربط بين الشرق السوري والسويداء:
سبق أن تم الكشف عن تسريبات حول وجود مخططات أمريكية لاستنساخ تجربة “الإدارة الذاتية” في الجنوب السوري، وسبق أن نشرت صحيفة “الأخبار” اللبنانية تسريبات تؤكد وجود خطة “أمريكية- إسرائيلية” لتحويل منطقة السويداء إلى منطقة “حكم ذاتي”، والعمل على استنساخ تجربة “قسد” فيها.
وفي تموز الفائت نقلت “الأخبار” عن مصادر ديبلوماسية أردنية تأكيدها على أن الإدارة الأمريكية تسعى لتنفيذ خطّة في محافظة السويداء، تقوم على إدارة المحافظة من السكّان المحليين، على غرار منطقة شرقي سوريا التي تديرها “قسد”.
وتشير التقديرات إلى أن السويداء، تُعد بيئة خصبة لاستنساخ تجربة “الإدارة الذاتية”، لكون غالبية سكانها من أبناء الطائفة الدرزية، ويمكن أن تلاقي هذه التجربة قبولاً من وجهاء المحافظة، الأمر الذي برز في البيان الذي أصدره “المكتب الاعلامي لمشيخة الطائفة الدرزية في السويداء” والذي كانت أحد بنوده إعداد دراسة تشغيل معبر حدودي لمحافظة السويداء لإنعاشها اقتصادياً.
فيما تشير بعض الجهات المقرّبة من المجتمع المدني في السويداء، إلى أن فكرة التنسيق مع “الإدارة الذاتية” قد لا تلقَ رضى أهالي المحافظة، ففي حزيران الفائت تم توزيع منشورات في السويداء ترفض وجود علاقات مع “قسد”، وفقاً لما نشره “تجمع أحرار حوران (مجموعة من الصحفيين والناشطين الإعلاميين العاملين في الجنوب السوري ضمن محافظتي درعا والقنيطرة)”.