أقدمت السعودية بعد الزلزال الذي ضرب مناطق شمال سوريا على أول خطوة للتقرّب من سوريا، حيث حطّت قبل أيام أول طائرة سعودية في مطار حلب الدولي، ودعا وزير الخارجية السعودية فيصل بن فرحان، قبل يومين في منتدى “ميونخ” للأمن إلى الحوار مع الحكومة السورية، مؤكداً أن هناك إجماعاً عربياً حول فكرة أنه “لا جدوى من عزلة سوريا”.
أشارت بعض الأوساط السياسية إلى أن تصريح وزير الخارجية السعودي، دليل واضح على وجود تغيّر جذري في السياسة السعودية إزاء سوريا، حيث لفتت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية إلى أن ” التصريحات التي أدلى بها الأمير فيصل بن فرحان تمثّل تغيراً في السياسة بالمقارنة مع السنوات الأولى للحرب السورية المستمرة منذ ما يقرب من 12 عاماً، عندما دعمت دول عربية من بينها السعودية جماعات من المعارضة عملت ضد الدولة السورية”.
رغبة السعودية بالتقرّب من سوريا، بدأت تظهر مؤشراتها قبل أيام من حدوث الزلزال، فيما بدا الزلزال أنه العامل الذي دفع الرياض إلى المضي قُدماً في هذا المسار، ونشرت صحيفة “العرب” في هذا الصدد: “مؤشرات القبول باستيعاب سوريا مع بقاء الرئيس بشار الأسد في السلطة، سبقت أحداث الزلزال، إلا أن هذه الأحداث وفّرت فرصة مثالية للكشف عن المنعطف” مضيفة أن “مقاربة الإمارات في استئناف العلاقات مع سوريا أثبتت جدواها، وهي مقاربة لا تأخذ بمعيار المنافسة من الأساس، وإنما تضع المصالح المتبادلة في المقدمة، والقاعدة الضمنية فيها هي أن البقاء للأصلح والأكثر نفعاً”.
الأمر نفسه أشار إليه مقال نشره موقع “ميدل إيست أون لاين” البريطاني، جاء فيه: “السعودية وضعت حداً للتردد في إعادة تطبيع العلاقات مع سوريا.. وكانت دولة الإمارات أول دولة خليجية أعادت فتح سفارتها في دمشق في عام 2018 بعد سنوات من القطيعة، وأدى هذا التحرك الإماراتي إلى تحفيز النقاشات حول عودة سوريا إلى الحضن العربي واستعادة مقعدها في الجامعة العربية” مضيفاً أن “دمشق نجحت في كسر بعض العزلة المفروضة عليها إقليمياً من خلال زيارات قام بها بعض المسؤولين العرب وكذلك مسؤولون في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية”.
الحديث عن توجه عدة دول عربية نحو الانفتاح على دمشق بدأ يظهر منذ بداية عام 2022 وبدء الحرب الأوكرانية التي تسببت بعدد من التغييرات في موازين القوى، ودفعت عدّة الدول لا سيما الخليجية إلى إعادة ترتيب علاقاتها الخارجية.