خاص|| أثر برس تعتبر تكريزة رمضان عادة دمشقية قديمة، وتسمى فسحة الوداع حيث يقوم أهل الشام بوداع شهر شعبان واستقبال الشهر المبارك بـتكريزة رمضان، حيث يذهب خلالها الدمشقيون لمكان ما داخل أو خارج مدينة دمشق، وللتكريزة عدد من الطقوس التي لا يتخلى عنها أصحابها، فمهنم من يخرج للهواء الطلق في الحدائق والبساتين، ومنهم من يخرجون إلى المطاعم والأماكن العامة.
ويصفها أبو يوسف خلال حديثه مع “أثر” بأنها “عادة متبعة لدى العديد من الأسر الدمشقية، يقومون من خلالها بوداع شهر شعبان واستقبال شهر رمضان بالفرح والمأكولات البسيطة التي كلفتها قليلة لكن بعد ارتفاع الأسعار الجنوني لم يعد بمقدور أي شخص أن يتحمل أعباء إضافية خاصة مع قدوم الشهر المبارك الذي يستلزم (تضييق الجيوب) وعدم توسيعها إلا للضرورة فيعتمدون على بعض الأطعمة الموجودة في المنزل”.
أما الحاج أبو عبدو، قال: “التكريزة هي نزهة تقوم بها العائلات إلى أطراف المدن، أو سيران جماعي بحضور الأخوال والعمات والخالات إلى مناطق الخضرة والمياه، نظراً لحب وولع أهل الشام بالمياه والخضرة”.
وأوضح أنهم يتناولون في هذا السيران مختلف أنواع الأطعمة؛ وفي السابق كان بعضهم يقيم المشاوي واللحوم والطبخات الكبيرة أما اليوم اقتصرت التكريزة على أنواع بسيطة من حواضر المنزل نظراً للحالة الاقتصادية للكثير منهم ولكنها في النهاية ذكرى لدى الأسر بأنهم قاموا بالتكريزة.
وأضاف: “يمارسون أيضاً في نزهة التكريزة الألعاب الشعبية كالبرسيس وطاولة الزهر وورق الشدة؛ لأنهم سينصرفون في شهر رمضان للعبادة ولا سيما التراويح والنوافل وقراءة القرآن”.
وبحسب أبو محمد الرجل الستيني الذي يخرج مع عائلته فإن التكريزة تبدأ في النهار وتنتهي بعد العصر بالعودة إلى المنزل وقد يجتمع في هذه النزهة الأقارب جميعهم أو تقتصر على الأسرة الصغيرة.
وذكر أبو محمد لـ “أثر” أن التكريزة هي عادة أصيلة من عادات أهل الشام يمارسونها قبل حلول شهر رمضان بيوم أو بيومين فيقومون بنزهات إلى مناطق الربوة يحيي خلالها الشباب وصلة غناء من الميجانا أو العتابا وأبو الزلف، وبعض المنولوجات الشعبية، فتكريزة رمضان للفقير والغني، ومازالت بعض العائلات بدمشق تقوم بها كنوع من المحافظة على تقاليد الآباء والأجداد، وللتأكيد على صلة الأرحام والقربى.
ويعود سبب تسمية “التكريزة” بهذا الاسم، كونها تأتي لوداع شهر شعبان، والاستعداد لاستقبال شهر رمضان، وبهذا فقد قال بعضهم إن معنى التكريزة هو الوداع.
يشار إلى أنه لا يوجد أصل لغوي لكلمة تكريزة ولكن ذهب عدد من الباحثين والمؤخرين الإجماع على أن التكريزة فسحة وداع لما لذ وطاب قبل قدوم شهر رمضان، ورأى آخرون أن التكريزة هي رحلة تقضيها الأسرة خارج منزلها.
دينا عبد