أثر برس

أطفال يتعاطون وصفات مهدئة وأدوية منوّمة بريف دمشق.. من يعُاقب الطبيب أم الصيدلي؟

by Athr Press G

خاص || أثر برس وردت شكاوى لـ”أثر” من مناطق عدة بريف دمشق، حول انتشار ظاهرة تعاطي الأدوية المهدئة والمنومة لدى الأطفال والمراهقين، إذ يدخر الكثير منهم مصروفهم اليومي لشراء تلك الحبوب، والحصول على وصفة طبية من قبل بعض الأطباء ضعيفي النفوس.

إحدى السيدات من منطقة الكسوة اشتكت لـ”أثر” من ازدياد حالات تعاطي الأطفال (المخدرات، الحشيش) وخاصة المتسولين والمتسربين من المدارس، مشيرة إلى أنها “شاهدت طفلين في العاشرة من العمر يتقاسمان (سيجارة) وهم في هيئة غير سليمة وصحية”.

وأضاف أحد أهالي منطقة جديدة عرطوز بريف دمشق لـ “أثر” أن الأطفال المتسولين المتواجدون في المنطقة تظهر على وجوههم إيماءات غريبة، وهيئتهم ملفتة للانتباه ويتضح على أجسادهم علامات غير طبيعية.

وأوضحت “آية” صيدلانية من منطقة جرمانا لـ”أثر” أن الطلب على الأدوية الطبية التي تحتوي مواد مخدرة ازداد في الآونة الأخيرة وخاصة من قبل الأطفال والمراهقين، مبينة أن “معظم المرضى حاصلين على وصفة طبية من قبل الأطباء للحصول على هذه الأدوية”.

كما أضاف “مجد” صيدلاني في جرمانا أيضاً أن “فتيات بعمر 18 كن يأتين إلى الصيدلية يطلبون أدوية مهدئة ومنومة تحتوي مواد مخدرة وكنت أمتنع عن إعطائهن مثل هذه الأدوية وأطلب منهن وصفة طبية للحصول عليها”.

من الناحية الطبية:

بدوره، أكد طبيب الأطفال الدكتور علي نوفل لـ”أثر” أن تعاطي الأطفال للحبوب الممنوعة ليس بجديد ولكن انتشار هذه الظاهرة قليل نسبياً، وعلاجها يتعلق بالناحية الأولى بوعي الأهل تجاه الطفل والتعامل معه واحتوائه، مبيناً أن “علاج الطفل مرتبط بعدة اعتبارات وأهمها كمية الحبوب المخدرة الذي تناولها الطفل، وتحدد مدة العلاج حسب المدة الزمنية التي تناسب الطفل لخروج المخدر من جسمه، عن طريق (الغذاء الصحي، الرياضة، الابتعاد عن الحبوب منعاً باتاً)”.

من جانبها، بينت دكتورة الأطفال في مشفى المجتهد بدمشق هيا جندلي لـ”أثر” أن الاعتماد على المهدئات والمنومات يتطور بشكل سريع ومن الممكن أن يصاب الشخص بالقلق ونوبات الهلع في حال لم يتمكن من الحصول عليه موضحة أن ” تأثيرات الاستخدام طويل الأمد هي الاكتئاب والتعب المزمن وصعوبة التنفس ومشكلات في النوم وفي حال زاد الشخص من الجرعة التي يتناولها من تلقاء نفسه دون استشارة طبيب، يؤدي به الأمر أحياناً إلى التعرض لغيبوبة أو الوفاة بجرعة زائدة”.

عقوبة من يعطي وصفة مشبوهة للأطفال:

وبنفس السياق، أوضح نقيب صيادلة ريف دمشق الدكتور البير فرح لـ”أثر” أن هناك حالات لوصفات مشبوه بها تم التعامل معها أصولاً موضحاً أن “أحد تقدم بشكوى للنقابة وتم التواصل مع نقابة الأطباء وتمت معالجة الأمر”.

وتابع أن أي طبيب يمارس المهنة ويقوم بوصف مثل هذه الأدوية لطفل أو مراهق تتم متابعته مع الجهات المعنية لأنه من غير المنطقي أن يصف مثل تلك الأدوية مشدداً على أنه “يجب على كل صيدلي يشك بالوصفة الطبية أن يلجأ إلى النقابة مباشرة ليتم التواصل مع الطبيب إن كان لديه علم بتلك الوصفة أو هناك خطأ”.

وأضاف فرح أن مديرية الصحة ونقابة الأطباء متعاونون جداً بخصوص هذا الموضوع وتتم معالجته بشكل مباشر، مشيراً إلى وجود طبيب في جرمانا بريف دمشق كان يقوم منذ مدة زمنية، بإعطاء وصفات طبية لأدوية نفسية بشكل كبير جداً فتمت إحالته إلى مجلس مسلكي عن طريق نقابة الأطباء لإيقافه عن العمل.

كما أوضح أنه قانونياً لا تتم معاقبة الصيدلي فهو محمي لأنه قام بواجبه وصرف الوصفة الطبية مختومة من طبيب (ليست مزورة) وفق آلية العمل المحددة من قبل النقابة، إذ يجب عليه طلب هوية المريض وتسجيلها في دفاتر الأدوية النفسية أصولاً.

الجدير ذكره أنه بحسب القانوي السوري يعاقب بالاعتقال المؤقت لمدة لا تقل عن 10 سنوات وبالغرامة من 500 ألف ليرة سورية إلى 2 مليون ليرة سورية كل من قَدَم مواد مخدرة للتعاطي أو سهل تعاطيها بدون مقابل في غير الأحوال المرخص بها بالقانون.

لمى دياب

ولاء سبع

اقرأ أيضاً