خاص|| أثر برس الخروج ليلاً من كراج البولمان في دمشق يعني بداية صراع المسافر مع سائقي التكسي وحافلات النقل الداخلي، فالأسعار بعد مغيب الشمس وشرطة المرور تتضاعف عدة مرات عن التسعيرة الرسمية.
تقول ربا لـ “أثر برس”: “في كل مرة أعود فيها إلى دمشق أتفاجأ بأسعار جديدة، سائقو السرافيس يتقاضون مبلغ 5000 ليرة عن كل راكب من الكراج حتى منطقة البرامكة، حتى وإن كان خط السرفيس أبعد من ذلك، فمثلاً السرافيس التي تعمل على خط (مزة جبل – كراجات)، يعتبر سائقوها أنهم أنهوا الخط بوصولهم للبرامكة، وعلى الركاب دفع أجر زائد في حال رغبتهم بمواصلة الطريق نحو المزة، والأجرة لن تكون وفقاً للتسعيرة أيضاً، بل بحسب مزاج السائق الذي يبرر فعله هذا بالقول: الدنيا ليل”.
ويشير “محمد أبو خالد” إلى أن سائقي السرافيس لا يتحركون من أمام باب الكراج قبل أن يكونون عدد الركاب قد بلغ 16 راكباً بدلاً من 14، وهم يقولون للركاب “الدنيا ليل.. دبروا حالكن”، وإذا حاول أحد الركاب الاعتراض على ازدحام المقاعد سيبدأ السائق بالصراخ تحت بند “اللي ما عاجبه ينزل”، وسيقبل الجميع بشروطه، وبذلك يصبح أجر الرحلة حتى البرامكة ما يقارب 80 ألف ليرة سورية، علماً أن السرافيس تحصل على الوقود المدعوم بسعر 2500 ليرة لليتر، أي أن ربح السائق يصل لـ 65 ألف ليرة في أقل الأحوال عن مثل هذه الرحلة (السفرة)”.
سائقو التكسي ليسوا بحال أفضل، فالأجر الذي يتقاضونه من الكراج حتى المزة يتراوح بين 80-100 ألف ليرة، تحت مسمى “راجع فاضي”، وسيضطر من معه عدد من الحقائب للقبول بهذه الأسعار، وإلا سيبقى لوقت أطول يبحث عن سيارة تكسي والسعر لن يقل كثيراً، وهنا يقول أحد سائقي التكسي الذي فضل عدم الكشف عن اسمه: “نتقاضى مبلغ 4000 ليرة عن كل كيلو متر ليكون الأمر مقبولاً، والمسافة من الكراج إلى المزة تصل لـ 15 كم تقريبا، وبحسب المسافة ذهابا وإيابا تكون 30 كم، وبالتالي فإن مبلغ 100 ألف يعد خسارة وفقاً لحساباتنا لكن نقبل به”.
وحين سؤاله عن سبب اعتماده العودة للكراج بدون ركاب يقول “لو صادفت راكب سأقف له، لكن الركاب قلوا بدرجة كبيرة بعد رفع أسعار المحروقات وقلتها وبالتالي نضطر لشرائها من السوق السوداء بمبلغ 15 ألف لكل ليتر بنزين”.
حسين، وهو أحد الشبان الذين يضطرون للسفر أسبوعياً إلى حمص، يقول في حديثه لـ “أثر”: “غالبا ما أعود يوم السبت ليلاً لدمشق، لم أصدف شرطي مرور أمام باب الكراج في أي من المرات التي وصلت بها ليلاً، والزحام المتعمد من قبل السائقين من باب التنافس وقطع الطريق على بعضهم البعض مزعج، إضافة لعدم وجود من نشتكي له في حال قيام السائق برفع الأسعار أو إجبارنا على وجود ركاب إضافيين، ومن الغريب ألا يكون ثمة شرطي مرور واحد عند مخرج الركاب من كراج البولمان ليلاً”.