أضحى دونالد ترامب أمس الأربعاء ثالث رئيس أمريكي يتعرّض للعزل من مجلس النواب في تاريخ الولايات المتحدة بعد أندرو جونسون وبيل كلينتون.
رئيسان أمريكيان فقط تعرضا للعزل، وهما بيل كلينتون وأندرو جونسون الذي تقلد الرئاسة بعد اغتيال أبراهام لينكولن.
وجرى عزل أندرو جونسون عام 1868 بعد اتهامه بالتعاطف مع “الكونفدرالية” وهي ولايات انفصلت آنذاك عن الولايات المتحدة.
أما بيل كلينتون، فقد عزله مجلس النواب عام 1998 على خلفية الكذب تحت القسم بشأن علاقته الجنسية مع متدربة البيت الأبيض مونيكا لوينكسي.
وفيما يتعلق بريتشارد نيكسون صاحب “فضيحة ووترجيت” الشهيرة فقد استقال من منصبه كرئيس للولايات المتحدة قبل جلسة التصويت على عزله.
وكانت نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب قد أعلنت فتح تحقيق عزل ضد ترامب واتهمت إياه بممارسة ضغوط على نظيره الأوكراني للنيل من خصمه السياسي الديمقراطي جو بايدن، بعد مكالمة ترامب مع رئيس أوكرانيا في يوليو الماضي المصيرية.
وكشفت استطلاعات رأي زيادة نسبة دعم الرأي العام الأمريكي لعزل ترامب، ويصوت مجلس النواب المؤلف من 435 عضواً على عزل ترامب المتهم بإساءة استخدام السلطة وعرقلة الكونغرس.
وبعد تصويت الكونغرس الأمريكي بذلك، ستتتم محاكمته في مجلس الشيوخ.
وينبغي أن يصوت ثلثا أعضاء مجلس الشيوخ لإدانة ترامب حتى تتم الإطاحة به من منصبه وهو أمر صعب حدوثه نظراً للأغلبية الجمهورية بعكس “النواب” ذات الأغلبية الديمقراطية.
ومنذ أن تقلد الديمقراطيون أغلبية مجلس النواب، كان ترامب متيقناً من أنه سوف يتعرض للعزل.
وقبل التصويت التاريخي، غرد ترامب عبر منصته المفضلة “تويتر” قائلاً: “هل تتخيلون أنني سوف يتم عزلي اليوم بواسطة اليسار الراديكالي، الديمقراطيين الذين لا يفعلون شيئا البتة، دون أن أقترف أي خطأ! يا له من شي مروع، اقرأوا نص المكالمات، لا ينبغي حدوث ذلك لأي رئيس آخر”.
وفي رسالة غاضبة إلى رئيسة مجلس النواب، استنكر ترامب ما وصفه بالحملة الشريرة ضده، لكنه أقر بقلة حيلته لوقف النتيجة المتوقعة.
وبالمقابل قالت بيلوسي: “للأسف الشديد، الحقائق توضح أن الرئيس أساء استغلال سلطته لمصلحته السياسية الشخصية بالإضافة إلى عرقلته لمهام الكونغرس”.