خاص|| أثر طال ارتفاع الأسعار مستلزمات الأطفال الرضّع والتي تعرف بـ “ديارة البيبي” التي بات شراؤها حلماً مستحيلاً لكثير من العائلات في سوريا، حتى إن بعض النساء بدأت تلجأ إلى شرائها مستعملة.
إذ تقول فاطمة من مدينة دمشق وهي مقبلة على الولادة: “استعرت نصف الديارة من أختي الكبرى كون أولادها قد كبروا، وقد اشتريت بعض القطع التي أحتاج إليها فقط”، مضيفة لـ “أثر”: “الأسعار مرتفعة وليست لدي القدرة على شراء ديارة كاملة بـ300 ألف وأكثر، إذ إن هناك ديارة فاخرة يصل سعرها إلى ما يزيد على 400 ألف”.
أما غادة فقد قررت هي الأخرى أن تستعير الديارة من أختها وتعيدها لها بعد أشهر عدة، وتشرح غادة أن أختها قررت أن تخبئ الديارة لأولادها عندما يكبرون، لافتة إلى أنها اشترت عدداً قليلاً جداً من القطع لأن الأسعار مرتفعة جداً.
بدورها، أريج أوضحت لـ “أثر” أنها اشتركت بجمعية تزامناً مع قرب موعد ولادتها إلا أن المبلغ لم يكفها فقررت الاستدانة لإكمال ديارة ابنها، معتبرة أن شراء الديارة القديمة للولد الأول أمر غير محبب لذلك فضّلت شراء ديارة جديدة بوصف أنه مولودها الأول ثم تستعملها للولد الثاني إذا قررت إنجابه.
وبحسب أبو نزار الذي يملك محلاً لبيع ديارة البيبي في مدينة دمشق فإن أغلب الزبونات يطلبن على قدر ما يملكن من مال، والأسعار تبدأ للنوعية الوسط من 50000 للمنشفة الكبيرة مع مناشف صغيرة، و5000 لليفة، أما الملف يبدأ من 20 ألفاً وملف الصرة بـ9 آلاف والبربتوز (أفرول) يبدأ من 13000، والمشد بـ4000، بينما طقم القطن يبدأ من 12 ألفاً والقبعة (الطاقية) بـ5000، والجوارب بـ5000 أما الكفوف بـ3 آلاف..
وفي محل آخر بيعت الديارة بالمجموعة وليست بالقطعة إذ تراوح سعرها بحسب صاحبة المحل هبة بين 200-300 ألف لمجموعة ديارة مخمل 10 قطعات، أما مجموعة ديارة قطن 10 قطعات مع جورب وكفوف وطاقية بدأت أسعارها من 150 – 225 ألف ليرة.
وعن سبب ارتفاع النوعية الأولى (المخمل) قالت هبة لـ “أثر”: “مجموعة الديارة الشتوية دائماً تكون أغلى ثمناً لأن القماش الداخل في صناعتها (أتقل ومخملي)”.
وفي محل آخر متخصص ببيع الحرامات واللحافات الديكرون كذلك بدأ سعر حرام الطفل من 150 ألفاً للنوع الوسط أما (الدبل) أو كما يسمى طاقين فسعره 250 ألفاً، والمخدة بـ20 ألفاً، واللحاف الديكرون بـ175 وحتى 300 ألف، بحسب ما رصدته مراسلة “أثر”.
أما الأسرّة فهناك نوعان الأول معدني ويتراوح سعره جديد بين 150 ألفاً و175 ألفاً، وهناك المستعمل وبإمكان أي سيدة الحصول عليه بنصف السعر، بينما سجل السرير الخشبي وهو أغلى الأنواع 300 – 500 ألف حسب نوع الخشب الداخل في الصناعة؛ ومعظم الأسرّة الخشبية يطلب أصحابها تفصيلاً حتى يتكيفوا مع الحجم وإلى أي عمر للطفل بإمكانه الجلوس فيه، وفق ما رصدته مراسلة “أثر”.
أيضاً، اليوبلا (كرسي الأطفال) فتبدأ أسعارها من 75 ألفاً للنوع العادي؛ أما اليوبلا المصممة بألعاب وكبسة موسيقية فتبدأ من 150 ألفاً ويرتفع ثمنها حسب ميزاتها.
وفيما يخص عربات الأطفال، فقد ذكر عدد من أصحاب المحال أنهم لا يبيعونها بسبب سعرها المرتفع.
وبيّن أحد الباعة لـ “أثر” أنه لا يُحضر العربات إلا وفق التواصي ودفع الرعبون لأنه حسب قوله إذا لم يبعها فسوف تبقى في المحل سنوات عدة فسعر الواحدة منها يبدأ من 400 ألف وهناك عربات يصل سعرها إلى المليون وتكون مزدوجة خاصة (بالتوائم) لذلك ومع هذا الارتفاع الجنوني للأسعار فالأهل يفضلون حمل الطفل على شراء العربة، وباتت العربات المستعملة اليوم هي البديل ومع ذلك لا أحد يفرط في أغراضه فمن يبيع شيئاً اليوم لن يتمكن من شرائه مستقبلاً.
إذاً، يبدو أن ديارة الطفل المستعملة هي الحل الوحيد في ظل ارتفاع الأسعار، فالناس أمام أمرين لا ثالث لهما إما المخاطرة بإنجاب الأطفال وشراء الديارة حتى لو كانت مستعملة، أو عدم الإنجاب فقد بات الطفل يكلف أهله ما يقارب 500 ألف قبل مجيئه إلى الحياة.
دينا عبد ــ دمشق