بعد الإعلان اتفاق كل من سوريا وتركيا وإيران وروسيا، على “خارطة الطريق” للتقارب بين الجانبين في اجتماع أستانا 20 الذي عُقد بتاريخ 20 و21 حزيران الفائت في كازاخستان، لم يطرأ أي تطورات عملية على الأرض السورية، توحي باتخاذ خطوات عملية في مسار التقارب السوري- التركي.
وفي معرض الحديث عن مستجدات مسار التقارب السوري- التركي، قال السفير السوري السابق لدى أنقرة نضال قبلان: “لا يوجد اختراق جدي على طريق المصالحة بين سوريا وتركيا، وأن الحديث الروسي عن خارطة طريق للمصالحة يمكن اعتماده كأساس نظري، ولكن لا يمكن بدء أي محادثات دون خطوات عملية من الجانب التركي لضمان التزاماته بالمطالبات السورية، وأولها “الانسحاب من الأراضي السورية التي تحتلها” وفقاً لما نقلته وكالة “سبوتنيك” الروسية.
وحول هذه المطالب، أكد قبلان، أن هناك شروطاً أساسية يجب تنفيذها لتحقيق التقارب السوري- التركي، بما في ذلك “وقف دعم تركيا للتنظيمات الإرهابية، وفتح المعابر الحدودية الرسمية بين البلدين، وعودة السيطرة السورية على طريق M 4 الاستراتيجي، الذي يربط الساحل السوري بحلب ومحافظات الشمال السوري”.
وحول تفاصيل “خارطة الطريق” التي اقترحتها موسكو ولاقت موافقة سوريا وتركيا وإيران، لفتت صحيفة “الأخبار” اللبنانية إلى أن “خارطة الطريق للتقارب السوري- التركي، تقوم على مجموعة من المبادئ، أبرزها فتح الطرق الدولية، ووضع أجندة واضحة زمنية للخطوات التي يمكن اتباعها لخروج القوات التركية من سوريا”.
وبعد انتهاء أستانا 20، أكد الجانبان الإيراني والروسي أن سوريا وتركيا يرغبان بعقد المزيد من الاجتماعات، وفي هذا السياق، أكدت مصادر مطلعة صحيفة “الأخبار” اللبنانية صحة الأنباء المتعلقة بوجود عرض أردني لاستضافة لقاءات مسار “أستانا” المقبلة، وتقديم هذا العرض من قبل وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، أثناء زيارته التي أجراها قبل أيام إلى دمشق.
كيف ستكون نتائج المحادثات السورية- التركية؟
نشر مركز “كارنيغي” للدراسات تحيليلاً، أشار خلاله إلى وجود مجموعة من الضغوط التي تحتم على أنقرة إحراز تقدم في مسار التقارب السوري- التركي، لافتاً إلى أنه: “من المرجح أن تستأنف تركيا في نهاية المطاف علاقاتها الكاملة مع سوريا، ويرجع ذلك جزئياً إلى الضغوط الداخلية، منها: مستقبل 3.4 مليون لاجئ سوري في تركيا، الذي كان أحد القضايا الرئيسية في الانتخابات الأخيرة، وخلال العام الماضي دفع أردوغان من أجل إعادتهم إلى الوطن، وكذلك الأمر بالنسبة للعمليات العسكرية التركية لمنع قيام دولة يقودها الأكراد في شمال سوريا تتطلب التعاون مع الدولة السورية، لذلك قد نرى دبلوماسية مكوكية بين أنقرة ودمشق، حيث يلعب هاكان فيدان، المدير التركي السابق للمخابرات الوطنية ووزير الخارجية الجديد، دوراً رئيسياً فيها”.
وأضاف التحليل أن “فوائد مثل هذا التقارب التركي- السوري ستكون واسعة النطاق، ويمكن أن تتخذ تركيا الخطوات اللازمة لتقليل العزلة الدولية تجاه سوريا”.
وخلُص التحليل إلى أنه “في هذه الحقبة التي تشهد مصالحة بين أعداء الأمس في مختلف أرجاء الشرق الأوسط، لن يكون مفاجئاً أن تبادر تركيا إلى تطبيع علاقاتها مع سوريا، في تحوّل جيوسياسي كبير ذي تبعات إيجابية على العلاقات الثنائية بين إيران وتركيا”.
وبدأت اللقاءات الوزارية والعلنية في مسار التقارب السوري- التركي، بعقد لقاء بين وزراء دفاع روسيا وتركيا وروسيا في موسكو في كانون الأول الفائت، وصولاً إلى عقد لقاء بين معاوني وزراء خارجية سوريا وتركيا وروسيا وإيران في 20 حزيران الفائت.