يشبّه الكثيرون خروج أمريكا من أفغانستان في 2021 بخروجها من جنوب فيتنام في 1975، ولكن الصور مضللة والتشبيه منقوص.
المقال للصحفي “سيفر بلوتسكر” ونشرته صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية وترجمه موقع “أثر برس”.
عندما أمر الرئيس الأمريكي جو بايدن الأسبوع الماضي، بتصفية الأعمال الأمريكية في أفغانستان كان جيش طالبان يعد نحو 35 ألف مقاتل مجهزين أساسا بسلاح شخصي، وبأحزمة ناسفة.
أما الجيش الأمريكي الذي أعلن بايدن بدراماتيكية عن إخراجه وكأن الحديث يدور عن وقف قتال ميداني مضرج بالدماء، كان يعد أقل من ألفي شخص، كلهم في وظائف التوجيه والتدريب.
القوات الأمريكية المتواجدة في أفغانستان، كفت عن مقاتلة طالبان قبل سبع سنوات، عندما أعلن الرئيس الأسبق باراك أوباما (وكان بايدن في حينه نائبه) عن إنهاء قتال قوات الجيش الأمريكي و”الناتو” ونقل المسؤولية الأمنية الكاملة للجيش الأفغاني.
ولم يكن أي إلحاح أمريكي عملياتي “لإعادة الجنود إلى الديار”؛ فوجودهم أدى دوراً ردعياً رمزياً، وليس حسماً عسكرياً، وإعادتهم إلى أمريكا لم تكن فعلاً عسكرياً بل عملاً سياسياً أزال العقبة الأخيرة عن طريق طالبان بالسيطرة دون إطلاق رصاصة واحدة على دولة بتعداد 38 مليون نسمة.
وقد بدأت مفاوضات الخروج منذ زمن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي وقع على اتفاق لإخراج باقي جنود الولايات المتحدة من أفغانستان، مقابل سيطرة طالبان الهادئة على الحكم الأفغاني.
والرئيس الحالي بايدن، عمق خطوة السخافة حين أعلن أنه لن يبقى أي جندي أمريكي في أفغانستان بعد أيلول المقبل، مهما يكن.
أمريكا خرجت من أفغانستان بالمفاوضات بينما خرجت من فيتنام بقوة السلاح، ولذلك فإن ذل أفغانستان لا يشبه ذل فيتنام فهو أشد منه بلا قياس.