خاص || أثر برس تعمل الإدارة الأمريكية على تشكيل فصيل معارض جديد ينطلق في عمله من شمال شرق سوريا، وذلك من خلال خلق توافقات سياسية تجمع “قوات سوريا الديمقراطيةـ قسد”، مع منصتي موسكو والقاهرة، ومن سينشق عن “الائتلاف المعارض”، بما يمكّن واشنطن من العودة للتحكم المباشر بالمعارضة عوضاً عن استخدام وساطة الحلفاء.
الخطوات الأولى لصنع هذا الكيان كانت من خلال خلق حوار “كردي – كردي”، جمع “قسد”، مع أحزاب المجلس الوطني الكردي المقرب من أنقرة وأربيل معاً، والذي يعد جزءاً من الائتلاف، وعلى أساس “اتفاق دهوك”، الموقع في عام ٢٠١٥ الفائت، بين الطرفين، حاولت واشنطن أن يقتسما السلطة في الشمال حالياً لتجذب “المجلس الوطني”، لكن آلية تفكير “قسد”، ومن خلفها “حزب العمال الكردستاني”، في التعاطي مع مسألة قيادة الشارع الكردي في دول تواجده، تسببت بوقف هذا الحوار مرتين، لكنه ما زال معلقاً باحتمال العودة بقرار أمريكي في أي لحظة.
وحاولت واشنطن أيضاً الجمع بين التيارات السياسية المسيحية خلال الشهر الماضي، ومثّل” قسد”، حزب الاتحاد السرياني في اجتماع مع المنظمة الآثورية الموالية والمنخرطة في الائتلاف، وعلى الرغم من عدم وجود أي بوادر لقبول “المنظمة الآثورية”، بالانشقاق عن الائتلاف، إلا أن الأمر أيضاً مازال قائماً بين الاحتمالات.
بشكل مفاجىء، أعلن المعارض “فؤاد حميرة”، انسحابه الشخصي من الائتلاف بعد زيارة لشمال شرق سوريا بدأها من الهبوط في “مطار أربيل”، في إقليم شمال العراق لينتقل إلى مدينة “السليمانية” التي عقد فيها اجتماع مع شخصيات كردية نقلته عبر سيارات تابعة لـ “قسد”، إلى مدينة القامشلي التي التقى فيها قيادات كردية قبل إعلان انشقاقه مع تياره “سوريا الغد”، دون أن يعلن حتى اللحظة عن انضمامه لمشروع” قسد”، في الإدارة الذاتية.
ينقل مصدر كردي موثوق لـ” أثر”، أن حميرة تلقى وعوداً مالية وسياسية في حال انضمامه لمشروع “قسد”، على أن يتم تأمين تواجده مع عائلته في مدينة القامشلي إن رغب، مع الإشارة هنا إلى أن حميرة كان قد أعلن اعتزاله العمل السياسي أكثر من مرة قبل أن يحصل على حق اللجوء السياسي في فرنسا، إلا أنه انتقل لتركيا بعد أن بدأت بهجومها على مدينة عفرين خلال شهر شباط من العام ٢٠١٨، وكان قد أعلن تأييده لهذا الهجوم بحجة “تحرير الشمال”.
وتتواصل “قسد” أيضاً مع “قدري جميل”، الذي يعد قائداً لمعارضي “منصة موسكو”، وبحسب ما يروجه قيادات قسد فإن جميل تعهد بجذب شخصيات من معارضي “منصة القاهرة”، وأحزاب الداخل السوري، وعلى الرغم من الاجتماعات المتكررة إلا أن الخطوات الجادة نحو إعلان ظهور تشكيل موازٍ للائتلاف مازال مبكراً من وجهة نظر السياسيين الكرد الذين يريدونه تشكيلاً تحت قياداتهم ويمكن أن يزيح المعارضة المتمثلة حالياً بالائتلاف عن كرسي الحوار مع الدولة السورية في أي مناسبة تناقش ملف حل الأزمة، بما يجعل “قسد”، “ندٌ لدمشق”، وفق تعبير بعض قادة التنظيمات الكردية التي لا تخفي رغبتها بالانفصال ضمن الجلسات الخاصة بهم.