رفعت وزارة دفاع الكيان الإسرائيلي السرية عن حزمة واسعة من الوثائق الرسمية، التي تسلط الضوء على مباعث قلق الكيان في المرحلة المبكرة من حرب أكتوبر عام 1973.
وتؤكد الوثائق التي نقلها موقع ” تايمز أوف إسرائيل”، بما فيها من نصوص جلسات حكومية ومشاورات أمنية على أعلى مستوى، أن قيادة “إسرائيل” السياسية والعسكرية في مستهل الحرب، وفي ظل ما يعد أكبر إخفاق استخباراتي في تاريخها، كانت تدرس إمكانية اتخاذ إجراءات أكثر صرامة إزاء سوريا، حيث تساءل نائب رئيس الوزراء آنذاك، إيغال آلون، خلال اجتماع عقد في صباح السابع من أكتوبر، عقب الهجوم المصري السوري المزدوج: “ربما يجب علينا قصف دمشق؟”.
لكن رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش الإسرائيلي، دافيد إلعازار، رفض هذا الاقتراح، تحسباً لهجمات انتقامية محتملة على أهداف في عمق فلسطين المحتلة، وأوضح: “من الناحية التقنية ليس أمامنا أي صعوبات تمنعنا من قصف دمشق، لكن من الناحية الفعلية هم لا يهاجمون المدن، ولا أود البدء بذلك”.ثر
وتقول الوثائق التي نقلها الموقع العبري أنه وبعد عدة أيام، سادت مخاوف لدى الحكومة بأن المجتمع الدولي يفقد ثقته بقدرة الكيان الإسرائيلي على الدفاع عن نفسه.
وأعربت رئيسة الوزراء الإسرائيلية، غولدا مائير، عن مثل هذه المخاوف في اجتماع عقد في ليلة التاسع على العاشر من أكتوبر، في اليوم الخامس من الحرب، وانضم إليها قائد الأركان إلعازار، الذي شدد على ضرورة القيام بزحف واسع ضد سوريا بغية إظهار قوة الجيش الإسرائيلي وإجبار مصر على القبول بالهدنة وفقاً لحدود عام 1967.
وقال إلعازار: “نحن مستعدون، لكن المصريين ليسوا مستعدين لذلك على الإطلاق، لكنهم قد يصبحوا مستعدين للسبب التالي: سنقصف غداً عموم سوريا، بما في ذلك مدنها، وسنتقدم إلى عمق سوريا وسيؤمن العالم بقوتنا، ولن يعود أحد في العالم يعتبرنا ضعفاء”.
وخلصت رئيسة الوزراء مائير إلى أن الهجوم الواسع على سوريا يحظى بأهمية قصوى للمساومة بشأن الهدنة، ووافقت على شن زحف عسكري إلى عمق سوريا، وفي نهاية المطاف، لم تتمكن القوات الإسرائيلية من الاقتراب من العاصمة السورية.