نشرت صحيفة “ديلي بيست” الأمريكية تحقيقاً تحدثت فيه عن سرقة زيت الزيتون من قبل المجموعات المسلحة التابعة للاحتلال التركي من عفرين في ريف حلب الشمالي، مشيرة إلى أنه يتم نقل هذا الزيت من عفرين إلى الولايات المتحدة الأمريكية عبر تركيا.
وأفادت الصحيفة بأنها توصلت إلى معلومات تؤكد أن من وصفتهم بـ”أمراء الحرب” المدعومين من تركيا يفرضون الضرائب على المزارعين المحليين ويبتزّونهم.
كما وجّهت الصحيفة اتهامات إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بدعم العمليات التركية في سوريا، قائلة: “إنّ القوات التركية غزت سورية مرّتين بضوء أخضر شخصي من الرئيس ترامب، وقامت بنهب المناطق الواقعة تحت احتلالها”.
وفي هذا السياق، نقلت وكالة “باسنيوز” الكردية عن الناشط السياسي الكردي مصطفى شيخو، قوله: “إن زيت الزيتون الذي يتم تصديره إلى الخارج يجمع في معصرة عابدين عربو التي تقع في مفرق قرية حميلكة على طريق عفرين- جنديرس”.
وأضاف “يجمع في معصرة عابدين عربو ما يقارب ٩٠ ألف طن زيت في (تنكات)، و(التنكة) هي عبارة عن صفيحة يقدر وزنها بـ ١٦ كغ من زيت الزيتون الصافي، ويصدر إلى الخارج عن طريق تركيا”.
وتابع شيخو “ما يقارب ٩٠ ألف طن من زيت الزيتون ينقل إلى ولاية هاتاي التركية، وثم بعد تجميعه يتم نقله إلى بحر إيجة على أنه زيت تركي”.
وقال شيخو: “إن أهم الفصائل المسلحة التي تصدر زيت الزيتون من عفرين هي: فصيل النخبة، وفصيل لواء صقور الشمال المواليين لتركيا، حيث تطبع على عبوات الزيت على أنه إنتاج تركي”.
كما أضاف شيخو أن المجموعات المسلحة التابعة للاحتلال التركي استولت أيضاً على سبعة معامل صابون (غار)، وتقع هذه المعامل على طريق راجو بعد حي المحمودية في عفرين بحوالي ٢ كم، حيث يصدر الصابون أيضاً إلى تركيا ليباع في أسواقها.
يشار إلى أن مدينة عفرين التي تحتلها تركيا في ريف حلب الشمالي تحتوي على 50% من إجمالي أراضي الزيتون في ريف حلب، حيث سبق أن أفاد مراسل “أثر” بأن تلك المنطقة تشهد مع حلول كل موسم زراعي، عمليات سرقة ينفّذها مسلحو المجموعات التابعة للاحتلال التركي تحت تهديد السلاح للمزارعين، عدا عن فرض “الأتاوات” على أصحاب الأراضي بشكل مستمر، بهدف الضغط عليهم والاستيلاء على محاصيلهم لبيعها للجانب التركي بأبخس الأثمان، وقد تصل ممارساتهم بين الحين والآخر إلى حد قطع أشجار الزيتون المثمرة للاستفادة من أخشابها كحطب للتدفئة، والمتاجرة به ضمن باقي المناطق الخاضعة لسيطرتهم.
وإلى جانب ذلك، عمد المسلحون في الموسم الحالي، إلى طريقة جديدة لنهب مواسم الزيتون، عبر فرضهم سياسة “التضمين” القسري للأراضي الزراعية مقابل مبالغ مالية زهيدة تدفع للمزارعين المجبرين على الموافقة، تحت طائلة حجز الأرض وسرقتها بشكل مباشر.