أثر برس

رحيل الأسد.. العقدة والحل!

by Athr Press R

رضا زيدان

نجحت القوات السورية وحلفائها في منع أي تقدم لتنظيم “داعش” لا بل عملت على هزيمته في دير الزور والبادية السورية، أما “التحالف الدولي” الذي تقوده الولايات المتحدة حاول القضاء على “دولة الخلافة” وحشر تنظيم “داعش” في منطقة حدودية بين سوريا والعراق إذ تشكّل هذه النقطة التقاء مصالح قوى إقليمية ودولية.

وفيما يتوارى تنظيم “داعش” عن الأنظار، عاد إلى الواجهة الأميركية حديث كان سائداً قبل ظهور “دولة الخلافة”، وهو الخطاب المتعلق بتنحي الرئيس بشار الأسد كشرط رئيسي لحل الأزمة في سوريا والدخول في مرحلة إعادة الإعمار.

جاءت هذه النقلة على لسان وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، خلال مؤتمر صحفي في جنيف، آخر محطة من جولة له استمرت أسبوعاً كاملاً، حيث قال: “الولايات المتحدة تريد سوريا كاملة وموحدة، لا دور لبشار الأسد في حكمها”.

وتزامنت تصريحات تيلرسون مع صدور تقرير للأمم المتحدة، الخميس 26 تشرين الأول 2017، يؤكد مسؤولية السلطات السوري في الهجوم القاتل بغاز السارين في نيسان 2017.

في المقابل، رفضت موسكو تصريحات وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون بشأن رحيل الرئيس السوري بشار الأسد، كما استخدمت روسيا يوم الثلاثاء الماضي حق “الفيتو” ضد تمديد ولاية تحقيقات الأمم المتحدة في استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا.

في وقت سابق، عقدت إدارة أوباما الأمل على أن تدرك روسيا الداعم الرئيسي للرئيس بشار الأسد أنه ينبغي عليها التخلي عنه من أجل الوفاء بالشرط الذي طالبت به الولايات المتحدة وهو “رحيل الأسد عن السلطة”، وكذلك إجبار إيران على قبول هذا الواقع أيضاً، ومن ثم تكون الولايات المتحدة قادرة على تشكيل حكومة من المعارضة في سوريا، ولكن تلك الآمال والطموحات تبددت لسببين؛ أولهما إصرار روسيا وإيران على الالتزام بالدفاع بقوة عن حكومة الرئيس بشار الأسد ومنعه من الانهيار مهما كانت الخسائر، وثانيهما هو إخفاق الولايات المتحدة في إنشاء قوة معارضة فعالة قادرة على محاربة الأسد من دون الحاجة إلى أعداد هائلة من القوات البرية الأمريكية، الأمر الذي اضطر واشنطن إلى الاعتماد على الأكراد السوريين رغم المخاطر التي ينطوي عليها ذلك من تقويض العلاقات الأمريكية – التركية.

في سياق متصل، أعلن أمس عضو الهيئة العليا للمفاوضات حسن عبد العظيم، أن مؤتمراً موسعاً للمعارضة السورية سيعقد بالعاصمة السعودية الرياض الشهر المقبل، وأكد أن الأولوية في الوقت الراهن هي محاربة الإرهاب وليس إزاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وهذا ما أعلنه وزير الخارجية السعودي عادل الجبير قبل شهر تقريباً حيث تخلى عن فكرة رحيل الأسد وهو ما أدى إلى نشوب خلاف مع رئيس الهيئة العُليا للمُفاوضات رياض حجاب الذي غادر الرياض غاضباً إلى القاهرة.

وقد أشار الكاتب نيكولاس غفوسديف، في مقال نشرته مجلة “ناشونال إنترست” إلى أن “مصير الرئيس الأسد مازال غامضاً، إذ لم تتنصل إدارة ترامب بصورة رسمية من الموقف الأمريكي بحتمية رحيل الأسد عن السلطة، حتى إذا اقترحت أن الرحيل الفوري للأسد ليس شرطاً مسبقاً للمحادثات حول مستقبل سوريا، ولكن يبدو أن موسكو قد حسمت أمرها في أن بشار الأسد سيظل رئيساً لسوريا”.

يبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية تراجعت عن موقفها القديم وهو رحيل الأسد ولاسيما بعد القرار الذي أصدره الرئيس دونالد ترامب بإيقاف برنامج تدريب وتسليح وحدات المعارضة السورية، أما ما جاء على لسان وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون قبل أيام يصنّف في إطار الحرب الإعلامية حيث تسعى واشنطن إلى كسب ود الأوربيين وبعض العرب الذين يطالبون مراراً وتكراراً برحيل الأسد.

اقرأ أيضاً