لاقى الاعتداء الأمريكي الأول على سوريا في عهد الرئيس الأمريكي جو بايدن، العديد من ردود الفعل المتفاوتة من قبل عدة دول وجهات، حيث حذّر العديد من الأطراف من تبعات هذا الاعتداء في هذه المرحلة.
وأشارت الخارجية السورية إلى تزامن هذا الاعتداء مع وجود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا “غير بيدرسون” في دمشق، قائلةً إنه “يمثل رسالة استهتار أمريكية بدور الشرعية الدولية في حل الأزمة في سورية”.
أما الخارجية الإيرانية، فأشارت من جديد خلال تنديدها بهذا الاعتداء إلى عدم شرعية القواعد الأمريكية في سوريا، مؤكدةً أن القوات الأمريكية تدرب في هذه القواعد مجموعات “إرهابية”.
وفي العراق، أكدت بعض فصائل المقاومة أن الرد على هذا الاعتداء أمر محسوم، حيث قال بيان لكتائب حزب الله العراقي نشرته وسائل إعلام عراقية: “نحن نؤكد حق شعبنا العراقي المشروع بالرد على هذه العملية الإجرامية الجبانة، ثأرا لشهدائنا، ونطالب الشرفاء في مجلس النواب العراقي والقوى السياسية بالتحرك الفاعل لطرد قوات الاحتلال الأمريكية، ومحاكمة الخونة الذين يتواطؤون معها، ويتآمرون على شعبنا وبلدنا العزيز”.
كما دعا رئيس تحالف “الفتح” هادي العامري، رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، إلى فتح تحقيق في الغارات الأمريكية على الحدود.
كما نددت فنزويلا بهذا الاعتداء، ووصفته بأنه العودة إلى الحرب التي لا نهاية لها، ونشرت وزارة الخارجية بياناً جاء فيه: “تدين فنزويلا بشدة الهجوم العسكري الأمريكي على الأراضي السورية، وتعرب عن تضامنها القوي مع شعب وحكومة هذه الدولة الشقيقة، وعودة واشنطن إلى حرب لا نهاية لها، وانسحابها من الدبلوماسية والقانون الدولي تثير الحزن والأسف”.
وكذلك الأمر أدانت موسكو الاعتداء ونشرت وزارة خارجيتها بياناً جاء فيه: “إن القصف الأمريكي غير مقبول وانتهاك للقانون الدولي”، كما أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن واشنطن أبلغت موسكو بخطتها شن غارات جديدة على شرق سوريا قبل دقائق معدودة من تنفيذ الهجوم.
فيما أيّدت لندن هذا الاعتداء، حيث قال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب: “إن المملكة المتحدة تدعم الرد الأمريكي المستهدف ضد مجموعات “الميليشيات” التي تهاجم قواعد التحالف في محاولة لزعزعة استقرار المنطقة، نحن نشارك الولايات المتحدة في بهدف العمل مع الشركاء لتهدئة الموقف”.
أما الإعلام الإسرائيلي، فأكّد أن الأمريكيين أخبروا “إسرائيل” قبل الهجوم على سوريا، مضيفة أن قائد سلاح الجو الأمريكي الجنرال غريغوري جيلو “إسرائيل” زار فلسطين المحتلة، وحل ضيفاً على قائد القوات الجوية اللواء “عميكام نوركين”.
وفي السياق ذاته، حذّرت الولايات المتحدة قواتها في العراق من زيادة مستوى الخطر بعد هذا الاعتداء، ونقلت قناة “فوكس نيوز” الأمريكية عن مصادر، اليوم السبت: “إن مستوى الخطر المتزايد سيستمر لعدة أيام على الأقل”، مشيرة إلى أن البنتاغون وضع جدول عمل خاص بهذا الصدد، حيث سيسمح فقط بالتحركات الأكثر أهمية في قاعدة بلد الجوية في العراق من الساعة 6: 30 مساءً حتى 5 صباحاً.
يشار إلى أن هذا الاعتداء الأمريكي جاء بعد 35 يوم من استلام بايدن الحكم، حيث انطلقت طائرات استطلاعه من قاعدة الظفرة الإمارتية مروراً بالسعودية بحسب ما أكدته فصائل المقاومة العراقية.