تزامناً مع اعتداء إسرائيلي في دمشق وريفها، أول أمس، طال الأول منهما حي المزة، وأدى إلى استشهاد عدد من الأشخاص من بينهم اثنين من قادة حركة “الجهاد”، حطت طائرة علي لاريجاني كبير مستشاري قائد الثورة الإسلامية وعضو مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران بدمشق، في زيارة أجراها إلى سوريا ولبنان، تحمل دلالات عدة في ظل تداعيات العدوان الإسرائيلي الذي تشهده المنطقة.
والتقى الرئيس بشار الأسد، المستشار الإيراني علي لاريجاني فور وصوله، ونقلت منصة “رئاسة الجمهورية” في مواقع التواصل الاجتماعي، أنّه “تم في اللقاء البحث في التطورات التي تشهدها المنطقة سيما التصعيد الإسرائيلي والعدوان المستمر على فلسطين ولبنان وضرورة إيقافه”، مضيفةً: “كما جرى البحث في العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها لما فيه مصلحة الشعبين وشعوب المنطقة”.
وشدد الرئيس الأسد على “التمسك بالحقوق الفلسطينية التاريخية ودعم صمود الشعبين الفلسطيني واللبناني بشتى الوسائل ووقف المجازر ووضع حد لجرائم الإبادة الجماعية”.
من جهته، شدد لاريجاني على “وقوف إيران إلى جانب سوريا واستعدادها لتقديم أنواع الدعم شتى، مؤكداً دور سوريا المحوري في المنطقة والتطلع لتعزيز هذا الدور بما يخدم دول المنطقة وشعوبها”.
وفي وقتٍ لم يتسرّب فيه الكثير عن الهدف الأساس من زيارة لاريجاني بالإضافة إلى دور إيران الواضح والمعلن في دعم سوريا، والاستمرار في رفع مستوى العلاقات بين البلدين، قال لاريجاني في لقاء أجراه مع قناة “الميادين” أمس الجمعة، إنّه “حمل رسالة إلى كل من الرئيس بشار الأسد، ورئيس البرلمان اللبناني، نبيه بري، وسيترك لكل منهما الإجابة عن مضمونها”.
وخلال اللقاء تحدث لاريجاني عن المسودة الأمريكية التي تسلّمها رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري لوقف العدوان على لبنان، مؤكداً أنّ “طهران ستدعم أي قرار تتخذه المقاومة والحكومة في لبنان، موضحاً أن المسودة يمكن، في بعض نقاطها، التوصل إلى حل مستقبلاً، إذا لم تسعَ واشنطن ومعها (إسرائيل) للعبث بها”.
وفي خصوص تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بشأن سعيه لـ “إعادة تشكيل شرق أوسط جديد”، قال لاريجاني إن “نتنياهو يحلم بتغيير الشرق الأوسط، لكن بأي قوة سيحقق هذا الحلم، وكل ما لديه هو من الولايات المتحدة الأمريكية؟ وماذا جنى حتى الآن؟”.
وتطرّق المستشار الإيراني إلى رد طهران المتوقع على الهجمات الإسرائيلية الأخيرة، قائلاً إن: “الظروف الحالية تباينت عن السابق، بحيث قَصفنا الاحتلالَ بنحو 200 صاروخ، لكن الأمر مغاير الآن”.
وفي السياق نفسه، كان كبير مستشاري وزير الخارجية الإيراني، علي أصغر حاجي، قد نفى وجود أي مخططات بشأن تغيير عدد قوات إيران الاستشارية في سوريا بسبب تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، في تصريح لوكالة “نوفوستي” الروسية، قال فيه: “لم نتخذ أي قرار بهذا الشأن”، مضيفاً أن “طهران ستستخدم حقها القانوني للدفاع عن نفسها ضد الكيان الصهيوني في الوقت المناسب وبالطريقة المناسبة”.
أثر برس