يومياً.. يسجل نحو 800 حالة وفاة للأمهات حول العالم، بالرغم من انخفاض الوفيات المرتبطة بالولادة والحمل بنحو 38% ومعظمها في بلدان منخفضة ومتوسطة الدخل وذلك بحسب منظمة الصحة العالمية.
حيث تمكن الرعاية المناسبة في مرحلة الإنجاب وما بعدها، من أن تنقذ حياة النساء والأطفال حديثي الولادة، عبر تجنب حدوث أسباب الوفاة وأكثرها شيوعاً، وهي النزيف الحاد والالتهابات اللذان يحدثان عادة بعد الولادة وارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل “تسمم الحمل” ومضاعفات الولادة والإجهاض غير الآمن فضلاً عن عوامل تتعلق بأمراض معدية مثل الملاريا أو أمراض مزمنة مثل أمراض القلب والسكري.
ولضمان سلامة وصحة المرأة، يواصل برنامج الصحة الإنجابية في سورية جهداً لتحقيق شرط أساسي للوصول إلى مجتمع صحي وسليم، برغم تحديات فرضتها الظروف الراهنة مثل نقص الفنيين والأطباء، وذلك بحسب ما ذكرته مسؤولة برنامج الصحة الإنجابية في وزارة الصحة الدكتورة “ريم دهمان” لوكالة سانا.
وأشارت الدكتورة دهمان إلى أن الهدف الأساسي لبرامج الرعاية الصحية هو خفض نسبة وفيات الأمهات، وذلك عبر رفع نسب السيدات اللواتي يتلقين الرعاية أثناء الحمل والولادة وبعدها ونسب الولادات على يد مدربة ومؤهلة ونسب استخدام وسائل تنظيم الأسرة وزيادة الوعي بطرق الكشف المبكر عن سرطاني الثدي وعنق الرحم.
وأضافت دهمان أن خدمات الصحة الإنجابية تقدم مجاناً عبر 960 مركزاً موزعاً في مختلف المحافظات ريفاً ومدينة، وتتضمن رعاية المرأة قبل الحمل وخلاله وأثناء الولادة وما بعد الولادة، ورعاية الطفل إلى أن يبلغ 40 يوماً من عمره، للتأكد من صحته الجسمية والنفسية، ثم بعد ذلك يتم تقديم خدمة تنظيم الأسرة عبر وسائل آمنة للوصول الى تباعد بين الحمول ضماناً لصحة الأم وسلامة أطفالها.
وأكدت دهمان أن الرعاية بعد سن الإنجاب تبدأ في عمر 49 عاماً وتشمل خدمة تثقيفية للتعامل مع هذه المرحلة العمرية المهمة لأنها تحمل تغيرات كبيرة جسمية ونفسية واجتماعية على المرأة إذ تقدم المراكز خدمة التوعية والتثقيف والإرشاد فيما يخص اتباع نظام غذائي ورياضي والتدخل الدوائي في بعض الحالات.
والجدير بذكره أن الفحص الطبي قبل الزواج يندرج ضمن خدمات الصحة الإنجابية، الذي يجري ضمن مخابر تابعة لنقابة الأطباء ويستهدف الكشف عن الأمراض الوراثية التي قد تهدد الأطفال مثل فقر الدم المنجلي والتلاسيميا والأمراض المعدية التي قد تنتقل من أحد الزوجين للآخر مثل التهاب الكبد الإنتاني والإيدز.
وترى دهمان أن حالة الوعي والقبول لفكرة الفحوصات ماقبل الزواج، قد ارتفعت عند البعض كما أن هناك مخطوبين تراجعوا عن خطوة الزواج عند تشخيص أمراض وراثية قد تؤثر في الأطفال.