أثر برس

رغم المعاناة.. حماة الأولى في توريد القمح للدولة على مستوى سوريا

by Athr Press G

خاص||أثر برس تأثرت المزروعات الشتوية في محافظة حماة بارتفاع الأسعار الذي طال بمستلزمات الإنتاج، مع تفوقها في الوقت نفسه على مستوى سوريا بكميات مادة القمح الموردة إلى الدولة.

وأكد نائب رئيس اتحاد فلاحي حماة علي مقداد لـ”أثر” أن محافظة حماة هي الأولى في الكميات الموردة للدولة في مادة القمح خلال الموسم الماضي، حيث بلغت الكميات الموردة 223 ألف طن، لافتاً إلى أن هموم مزارعي القمح تتمثل في صعوبة تأمين مادتي السماد والمازوت، مع قيام الاتحاد بتوجيه المزارعين بالاعتماد على السماد العضوي (فضلات الحيوانات).

وأوضح نائب رئيس اتحاد فلاحي حماة لـ “أثر” أن كل دونم من القمح تحتاج لنحو 50 ليتر من المازوت للقيام بأعمال الفلاحة والبذار والسقاية والحصاد، بينما تم توزيع حوالي 20 لتر منه بالسعر المدعوم والباقي تم تعويضه بسعر التكلفة، مضيفاً أن من ضمن معاناة مزارعي القمح هي مسألة الفرز الذي يختلط به الشعير بالقمح، مشيراً إلى أن منطقة الغاب هي أهم موقع في زراعة وإنتاج القمح في محافظة حماة.

ولفت مقداد إلى أن معاناة مزارعي القمح هي ذاتها معاناة مزارعي الشعير والشوندر والبطاطا الخريفية، والمتمثلة في تأمين السماد والمحروقات الكافية.

وعن منتجات الثروة الحيوانية ومنها الألبان، أشار نائب رئيس اتحاد فلاحي حماة إلى أن غلاء الألبان يعود لسبب نهاية موسم حليب الأغنام، ناهيك عن ارتفاع سعر العلف وأجور النقل وغلاء الأدوية البيطرية بسبب الحصار، متوقعاً انخفاض سعر الألبان بعد شهرين قادمين، للدخول في موسم جديد.

يذكر أن رئيس دائرة الإنتاج النباتي في مديرية زراعة حماة المهندس باسم عثمان آغا بيّن سابقاً لـ”أثر” أنه لم يقدم أي دعم للمزارعين هذا العام (من أسمدة أو أدوية أو محروقات وغيرها)، وذلك لتوجه الدعم إلى محصول القمح على حساب المحاصيل الشتوية الأخرى.

بينما كشفت عمليات الحصاد التي جرت لمحصول القمح بدير الزور عن إنتاجيّة ضعيفة للدونم الواحد مع حصاد ودراس مساحات مزروعة به، حيث أشار مزارعون في حديثهم لـ”أثر برس” إلى أن أغلب الحقول تراوحت إنتاجيتها بين 180 – 250 – 300 كغ، وقليل من الحقول بلغت إنتاجيتها 420 – 450 كغ، موضحين أن الإنتاجية ضعيفة مقارنةً بموسم القمح العام الفائت، مرجعين الأمر بالدرجة الأولى لقلة كميات السماد، أما محصول الحقل الذي سجل إنتاجيّة عالية فالسبب هو حصوله على كفايته من السماد، مشيرين إلى أن سنبلة القمح هذا الموسم جاءت صغيرة قبالة موسم 2022، مؤكدين أن ما سجل منها إنتاجاً مرتفعاً جاء من الحقول التي غابت زراعتها لسنوات بفعل الحرب، أو ما تُعرف محلياً بالأرض (الحايل).

وفي الحسكة، وبتصريح سابق لمدير الزراعة علي خلوف الجاسم فإن “إنتاج القمح من المساحة المزروعة للموسم الحالي، يقدر بكمية 677 ألف طن، أي ما يعادل نصف الإنتاج الذي توقعته الحكومة السورية على مستوى البلاد”، إلا أن “قسد” تحتل المساحات الأكبر من جغرافية المنطقة وبالتالي منعت أعداد من الفلاحين من تسليم محصولهم لمراكز الدولة”

وكان “أثر برس” نشر إحصائية لإنتاج القمح خلال الحرب على سوريا، ففي العام 2011 بلغ إنتاج البلاد حوالي 3.858 مليون طن، وفي العام 2012 تدنى الإنتاج قليلاً ليبلغ حوالي 3.609 مليون طن، إلا أنه بقي جيداً، لاسيما إذا ما تمت مقارنته بالأعوام التالية، حيث تراجع الإنتاج ليصل في بعض الأعوام لنحو 1.223 مليون طن كما هو الحال في العام 2018، وإلى 1.552 مليون طن في العام 2022، وإلى 1.726 مليون طن في العام 2016، لكن الملاحظ أن الإنتاج قفز في العام 2019 ليصل إلى أكثر من 3 ملايين طن، وفي هذا العام كانت الهطولات المطرية على مستوى الكمية والتوزع الجغرافي والزمني.

وبالنسبة لعام 2023، فقد وصف وزير الزراعة والإصلاح الزراعي المهندس محمد حسان قطنا إنتاج القمح هذا الموسم بالجيد، متوقعاً بتصريح لـ”رويترز” استيراد نصف كمية القمح التي استوردتها سوريا في 2022.

أيمن الفاعل – حماة

اقرأ أيضاً