تحصد الألغام التي زرعت على مدى أكثر من ثلاث سنوات من الحرب في بنغازي، أرواح الكثير من الخبراء غير المزودين بالمعدات اللازمة والسكان الذين يحاولون العودة لمناطقهم التي شهدت معارك طال أمدها.
إذ يفتقر المهندسون العسكريون الذين يحاولون إزالة الألغام إلى أجهزة للكشف عن المعادن ويعملون بأدوات أساسية وبأيديهم، مما يجعل مهمتهم مضنية وفي غاية الخطورة، وقال مصدر عسكري إن 50 من هؤلاء المهندسين قتلوا وأصيب 60 آخرون بجراح.
وقال طارق فركاش أحد المسؤولين في الهندسة العسكرية لبلدية بنغازي: “إن مهمتهم تطهير كل الطرق الرئيسية والساحات في المناطق التي كانت شاهدة على الاقتتال في بنغازي”، موضحاً أنه تم إنجاز بعض المهام وأنه لا يزال بعض المهام لم تنجز بسبب قلة الإمكانيات والظروف والعوائق.
وعلى الرغم من تحذيرات الجيش ووجود إفادات على الجدران بوجود مناطق ملغومة في المدينة فإن بعض السكان النازحين لم يطيقوا صبراً وعادوا لبيوتهم ليتعرضوا للموت بسبب الألغام.
وأوضح فركاش أن 49 مدنياً لاقوا حتفهم وأصيب 38 آخرون بجراح، مشيراً إلى أن العدد الفعلي قد يكون أكبر نظراً لعدم حصر جميع الحالات.
وتعاني ليبيا من فوضى سياسية وأمنية كبرى في أعقاب الانتفاضة التي أطاحت بمعمر القذافي في 2011 والصراع الدائر بين المجموعات المسلحة في البلاد وازدهار قطاع تهريب البشر.