خاص || أثر برس على الرغم من قيام معظم مزارعي الزيتون في طرطوس بجني محصولهم وعصره، ورغم قرار وزارة الاقتصاد والتجارة بمنع التصدير، إلا أن سعر زيت الزيتون لا يزال عصيّاً على أصحاب الدخل المحدود مع تراوح سعر البيدون سعة 16 كغ بين 900 ألف – مليون ل.س، فيما الحجة الجاهزة هي أن الموسم معاوم والإنتاج قليل لا يكفي حاجة السوق المحلية، بالرغم من أن “قطعية” الزيت جيدة نظراً لقلة “حمل” الأشجار للثمار.
ارتفاع تكاليف الإنتاج:
وأكد عدد من مزارعي الزيتون بريف طرطوس لـ”أثر” أن “القطعية” جيدة وهي ظاهرة طبيعية عندما تكون الثمار على الأشجار قليلة مقارنة بالأعوام التي يكون فيها الإنتاج جيداً، مدللين بأن كل 6-7 تنكات زيتون تنتج بيدوناً من الزيت، وهي قطعية جيدة مقارنة بالعام الماضي حيث كانت تطرح كل 9-10 تنكات زيتون بيدوناً واحداً.
وأشار المزارعون إلى أن عدد كبير منهم كان إنتاج بساتينهم من الزيتون والزيت يكفي لسد حاجة عائلاتهم وعائلات أبنائهم، ولم يتسنً لهم بيع الزيت، فيما بيّن آخرون أنهم باعوا بيدون الزيت بسعر 900000 ل.س، وهو سعر يراه المزارعون منصفاً نظراً لقلة الإنتاج من جهة، وارتفاع تكاليفه من جهة أخرى، خاصة من ناحية أجور الحراثة والسماد والعمالة حيث يتقاضى العامل لليوم الواحد بين 35000-45000 ل.س، وقد يأخذ زيتوناً بدلاً من المال.
توقعات بارتفاع سعر الزيت:
من جهته، أكد أبو جميل صاحب معصرة أن قطعية الزيت كانت جيدة خلال الموسم الحالي حيث كل 6-7 تنكات زيتون تنتج بيدوناً (16كغ) من الزيت، مشيراً إلى أن عدد كبير من المزارعين كانوا في الأعوام التي يكون فيها الإنتاج جيداً، يبيعون قسم من إنتاج الزيت لصاحب المعصرة، لكن في الموسم الحالي كان معظمه بالكاد يكفي لمؤونة منازلهم.
وبيّن أبو جميل أن المزارعين باعوا البيدون الواحد بين 800- مليون ليرة ل.س، متوقعاً أن ترتفع أسعار الزيت خلال الفترة المقبلة نظراً لقلة العرض مقابل زيادة الطلب باعتبار أن الزيت مادة أساسية لا غنى عنها، مؤكداً أن قلة الإنتاج جعلت المعاصر تستقبل كميات قليلة من الزيتون، وأن معظم المزارعين كانوا يدفعون أجور العصر نقداً 600 ل.س مقابل كل كيلو زيتون حسب التسعيرة التموينية، موضحاً أن تدني الإنتاج لم يشجع المزارعين على اللجوء للخيارات البديلة عن دفع المال لقاء أجور العصر، وهي مقايضة صاحب المعصرة بالزيت والتمز.
قطعية جيدة:
بدوره، بيّن رئيس اتحاد فلاحي طرطوس فؤاد علوش لـ”أثر” أنه الإنتاج يقدر بحوالي 10 آلاف و700 طن من الزيتون، وأن قطعية الزيت هذا العام جيدة لأن الحمل خفيف.
وأضاف علوش: قلة إنتاج الزيتون للموسم الحالي، لم تؤثر كثيراً على أسعار الزيت التي تتراوح بين 900 ألف – مليون ل.س، فيما وصلت إلى مليون و300 ألف ل.س قبل بدء موسم جني المحصول وصدور قرار وقف تصدير زيت الزيتون خارج البلاد.
الجدير بالإشارة أن عدد المعاصر العاملة لهذا الموسم في طرطوس يبلغ 137 معصرة، وتم تشكيل لجنة المعاصر الفرعية المكلفة بمراقبة عمل المعاصر في طرطوس.
وكانت وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية أصدرت قراراً يقضي إيقاف تصدير مادة زيـت الزيتـون اعتباراً من 1 أيلول، للجم أسعارها التي ارتفعت بشكل غير مسبوق ليتراوح سعر البيدون الواحد سعة 16 كغ بين 1.2-1.4 مليون ل.س.
طرطوس- صفاء علي