خاص || أثر برس حالة من التذمر وعدم الرضى تسيطر على جميع أصحاب المسامك “تجار” والصيادين في مدينة بانياس، الذين حسب تعبيرهم “رفعوا العشرة” بمواجهة ما يعانوه من جملة هموم، يتصدرها التقنين الكهربائي الطويل (خمس ساعات قطع مقابل ساعة تتخللها انقطاعات متكررة)، الذي يجعل تبريد السمك من “رابع المستحيلات”، ما يجعل التجار، والصيادين خاصة، أمام خيارات ثلاثة أحلاها مر، فإما أن يتكبدوا مصاريف إضافية باهظة للاشتراك بأمبيرات أو تشغيل مولدة، وإما أن يبيعوا السمك بخسارة، وإما أن يضعوا يدهم على خدهم ويتفرجوا على رزقهم وهو يفسد أمام أعينهم.
“إما أن يفسد السمك أو أن أبيعه بخسارة”، بهذه الجملة يلخص الصياد نزار واقع حال الصيادين، ويقول لـ “أثر”: “رفعنا العشرة” بوجه التحديات التي تواجه مهنة الصيد، وتعرض الصياد لخسارات ابتداء بارتفاع مستلزمات الصيد وشراء المازوت بسعر السوق السوداء لأن ما يحصل عليه من مخصصات بالسعر المدعوم لا تكفيه، وانتهاء بعدم قدرته على حفظ السمك وتبريده.
بدوره، قال الصياد أبو نزار: “رزقتنا كل يوم بيومه، فإن لم نصطد ونَبِعِ السمك فإننا لن نستطيع إطعام أولادنا، لأن الصيد هي مهنتنا ومصدر رزقنا الوحيد”، مستدركاً: “لكن باتت مهنة كلها متاعب وهموم ولم نعد نقوى على مواجهتها، فالانقطاع الطويل للكهرباء يجعلنا غير قادرين على حفظ الكمية التي لا تباع معنا”.
والأنكى، حسب أبو نزار، الارتفاع الكبير في أسعار قوالب الثلج، إذ بات سعر القالب الواحد 5000 ليرة، ولا يكفي لساعة أو ساعتين في ظل ارتفاع درجات الحرارة، مشيراً إلى أن السمك يفسد أمام عين الصياد ولا يستطيع فعل شيء.
من جهته، قال فراس رحمون صاحب مسمكة في سوق بانياس: “أعمل وأخوتي في السوق، وندفع أسبوعياً مبلغ 840 ألف ل.س ثمن الاشتراك بمولدة “أمبير”، ورغم ذلك فإننا نعاني من تحكم أصحاب الأمبيرات بنا، وتشغيل الكهرباء حسب مزاجهم”، مدللاً أنه خلال الفترة الماضية ونتيجة قطع “الأمبير” تعرض لخسارة تقدر بمليونين ونصف المليون ل.س بسبب فساد السمك الموجود لديه في البراد.
وأشار رحمون إلى أن هناك أنواعاً من الأسماك يمكن تنظيفها ووضعها في أطباق وحفظها في البراد، وبيعها بسعر أغلى كالقريدس، اللقس الصغير، كاليميري، غبص، سلطعون، أخطبوط، مشيراً إلى أنها مطلوبة وخاصة للمطاعم، وأضاف: “فيما هناك أسماك لا يمكن حفظها كالبلميدا والشكمبري والسردين والتي يفضّل أن تباع أول بأول”.
صفاء علي – طرطوس