خاص|| أثر برس اعتادت العوائل في دير الزور أن يكون إفطارها في أول يوم من شهر رمضان المبارك من أكلات تُسمى (بياضات)، أي ما يدخل في تحضيرها اللبن، ولا تزال تلك العادة جارية إلى اليوم، وإذ فرضت الظروف المعيشيّة والغلاء غيابها لدى عوائل، إلا أن عوائل أخرى لاتزال تحرص عليها وفق استطاعتها.
يشير الباحث التاريخي غسان رمضان في حديث لـ”أثر” إلى أن إعداد تلك الوجبات في أول يوم من شهر رمضان يأتي من جانب صحي، فالمعدة لا تحتمل الأكلات الدسمة بأول أيام الصوم، لذا يجري إعداد الخفيف منها، فتجد هنا أكلة “الشاكرية، الكبة باللبن، وشيخ المحشي”.
وأضاف: “الظروف المعيشيّة لم تعد كالسابق، والغلاء غيب الكثير من عاداتنا الرمضانيّة، ناهيك عما تركته الأحداث التي مرت بها المحافظة من تأثيرات، بل أنه في ظل هذه الظروف تتحايل الأسر على نفسها لتتدبر معيشتها اليوميّة، وإعداد تلك الأكلات حتماً يأتي وفق مقادير بحجم الاستطاعة المادية.
شيخ المحشي:
تذهب السيدة الستينية “كوثر” باكراً صباح اليوم الأول من شهر رمضان إلى السوق لتشتري مواد أكلة “البياضات” قبل ازدحام المُشترين، إعداد أي نوع من هذه الأكلات يحتاج آلاف الليرات السوريّة، بحسب عدد أفراد العائلة وتقول لـ”أثر”: “اخترت تجهيز (شيخ المحشي) للإفطار لعائلتي المكونة من 6 أشخاص، وهذه الأكلة تتكون من الكوسا، واللبن واللحمة مع البصل والبقدونس، والبهارات، إضافة للرز والشعيرية، ضمن استطاعتي مادياً اشتريت 2 كيلو من الكوسا وقليل من اللحمة الناعمة بمبلغ 35 ألف ليرة، و4 كيلو من اللبن ، وكيلو رز، وليتر من الزيت، مع لواحقها من خضار وعدة جرز من “البقدونس والفليفلة”.
وبحسب السيدة “العريب” فإنها تكلفت 200 ألف ليرة، دون حساب باقي مكونات سفرة الإفطار من شوربة، ومشروبات.
وفي استطلاع “أثر” لأسعار مكونات الأكلة المذكورة في السوق، فإن سعر كيلو اللحمة يصل إلى 140 ألف ليرة، في حين كيلو الكوسا بـ 10 آلاف ليرة، واللبن 7 آلاف، أما الرز فيتراوح سعره بحسب نوعيته بين 25 – 30 ألفاً.
عثمان الخلف