أثر برس

رواج زراعة الزيتون القزمي “الممنوع” إثر ارتفاع أسعار غراس الأنواع الأخرى في اللاذقية

by Athr Press G

خاص || أثر برس في ظل الارتفاع غير المسبوق بأسعار زيت الزيتون بمختلف المحافظات السورية والذي بلغ سعر العبوة منه سعة 16 كغ مليون و200 ألف ليرة سورية، عمد عدد كبير من المزارعين لزراعة حقولهم بغراس جديدة من غراس الزيتون أو تجديد الغراس القديمة وذلك عبر تطعيم أنواع أكثر إنتاجاً.

ويعود توجه المزارعين لزراعة غراس الزيتون خاصة خلال هذه الفترة من العام (والتي تعتبر من أفضل الأوقات للزراعة)، بسبب صعوبات كبيرة تواجه معظمهم في زراعة المحاصيل الأخرى.

إذ بيّن عدد من المزارعين لـ”أثر” أن ارتفاع تكاليف المستلزمات الزراعية اللازمة لزراعة أي محصول تكبدهم تكاليف مادية كبيرة بدءاً من ارتفاع أجور حراثة الأراضي، وارتفاع أسعار المحروقات اللازمة لتشغيل مضخات مياه الري والأدوية وانتهاء بأجور نقل الإنتاج إلى سوق الهال والتي ترافق زراعة أي محصول باستثناء أشجار الزيتون التي لا تتطلب تكاليف كبيرة مقارنة بالزراعات الأخرى.

وبيًن المزارعون أنه بسبب الإقبال الكبير على زراعة الزيتون، ارتفعت أسعار الغراس في المشاتل الخاصة بالمحافظة حيث وصل سعر الغرسة للصنف المحلي مثل “الخضيري” إلى 15 ألف ليرة سورية فيما يتراوح سعر الغرسة الواحدة من الصنف الأجنبي (القزمي) كـ”الإسباني” وغيره من الأصناف الأخرى بين 50-80 ألف ليرة حسب طول الغرسة وعمرها الزمني، مشيرين إلى أن زراعة الزيتون الأجنبي أو ما يعرف بالقزمي تلقى رواجاً في المحافظة وبدأ بالانتشار السريع في الأراضي الزراعية، وفقاً لسرعة إنتاجيته بعد الزراعة، بالإضافة إلى إنتاج كميات وفيرة كل عام، فهو لا يتأثر بموسم المعاومة، ويشغل مساحات صغيرة ضمن الحقول على خلاف الأصناف الأخرى.

بدوره عزا رئيس دائرة الأشجار المثمرة في مديرية زراعة اللاذقية المهندس عمران إبراهيم بحديثه مع “أثر” سبب الإقبال الكبير على زراعة الزيتون لارتفاع تكاليف مستلزمات العملية الزراعية للمحاصيل الأخرى مقارنة مع محصول الزيتون، مشيراً إلى أن المديرية تقوم ببيع غراسه عبر مشاتلها الموجودة في المحافظة بسعر 3500 ليرة سورية للغرسة الواحدة.

وأضاف إبراهيم إنه بإمكان أي مزارع الحصول على 25 غرسة من المشتل عبر البطاقة الشخصية أو مراجعة الوحدة الإرشادية لإجراء كشف باحتياجاته في حال كانت المساحات التي يملكها كبيرة.

الزيتون القزمي ممنوع:

وفيما يخص زراعة صنف الزيتون “الآربكينا” أو ما يسمى بالـ “القزمي” أوضح إبراهيم أنه يزرع على مسافات قريبة جداّ بين الشجرة والأخرى ويحتاج إلى تقليم دائم للمحافظة على ارتفاع معين للشجرة “قزمية” ويحتاج إلى عمليات خدمية مكثّفة وخاصة من ناحية الري وبفترات متقاربة خلال الصيف بمعدل ثلاث مرات أو أكثر، مشيراً إلى أن نسبة 50% من عمليات الخدمة الزراعية التي تقدم للزيتون الأجنبي كانت تقدم إلى صنف “الخضيري” وهو من الأصناف المحلية الممتازة سيعطي مردود وإنتاجية أفضل بكثير من القزمي.

وأشار إبراهيم إلى أن نسبة الزيت في الزيتون القزمي قليلة جداً فهي لا تتجاوز 18% أي بمعدل كل 100 كيلو زيتون تنتج 18 كيلو زيت بينما في الأصناف المحلية تكون نسبة الزيت مرتفعة حيث تنتج كمية 100 كيلو زيتون تقريباً 30 كيلو من الزيت، مؤكداً أن وزارة الزراعة منعت زراعة وبيع الصنف القزمي في المشاتل للأسباب المذكورة للحفاظ على جودة وقيمة الزيتون المحلي ذي الجودة العالية.

تجدر الإشارة إلى أن زراعة الزيتون في اللاذقية تعد الزراعة الأولى من حيث المساحة، وتمتد على مساحة 45 ألف هكتار، وعدد أشجار الزيتون يبلغ نحو 10 ملايين شجرة مثمرة.

باسل يوسف – اللاذقية

اقرأ أيضاً