أثر برس

روبرت أوبراين والمهمة المستحيلة

by Athr Press B

خاص || أثر برس بدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل موعد خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة غداً الاثنين 23 أيلول، بترتيب ملفاته وفقاً لسياسته الجديدة التي يريد أن ينتهجها بالمهادنة على الصعيدين الداخلي والخارجي.

الصّدام مع روسيا والصين ليس ممكناً، بل التفاهمات يجب أن تكون الأولوية لضمان سيطرة الولايات المتحدة الأمريكية على العالم، كما أن لغز استهداف مصافي شركة أرامكو السعودية لن يجعله يتقدم بجندي واحد أو طائرة مسيّرة واحدة نحو مضيق هرمز، لقد أكد على السعوديين أن يكونوا أكثر مسؤولية حول حمايتهم لأنفسهم ويجب أن يدفعوا المال أكثر.

أمّا جون بولتون الذي أقاله ترامب بتغريدة لم يكن فاشلاً في مهامه على مستوى الأمن القومي الأمريكي، حيث إن مهمته منذ البداية وعلى مدى 17 شهراً كانت تنفيذاً لإرادة دونالد ترامب، فعمل دور “الفزّاعة” التي تُجسد الدور الأمريكي في إحداث الاضطرابات.

كان جون بولتون الجمهوري في عهد الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن إبان الحرب على العراق عام 2003 متمرّساً في مجلس الأمن الدّولي على التحشيد للحروب، وهو يحب إظهار القوة الأمريكية، فحسب اعتقاده لا يمكن لأحد النّقاش في أن الولايات المتحدة الأمريكية زعيمة على العالم.

استغل دونالد ترامب جموح بولتون وكانت مليارات الدولارات التي قبضتها الولايات المتحدة الأمريكية من دول الخليج وعلى رأسها السعودية تتويجاً لذلك، ولكن عندما يتعلّق الأمر بكوريا الشمالية وفنزويلا وإيران، فالأمريكيون هنا اصطدموا أمام إرادة شعوب مقاومة يقفون خلف قادتهم، ولا سبيل لإطاحة أنظمتهم بتأجيج الانقلابات الداخلية، وفي ذلك اختار دونالد ترامب الوقوف في المنتصف لأن أي حرب تصب في مصلحة روسيا والصين، والولايات المتحدة الأمريكية غير قادرة على الدخول في مستنقعات لن تخرج منها أبداً.

الاستعداد لخوض معركة الانتخابات الأمريكية عام 2020 أمر مهم للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وترشيحه لروبرت أوبراين بديلاً لجون بولتون يجعله ممسكاً باستراتيجيته القادمة كما يخطط لذلك، لأن روبرت أوبراين من أبرز المعجبين به، وهو يؤمن بأن سبيل التفاوض مع ما تسميهم أمريكا بمحور الشر يجب أن يتم بالقوة إلى جانب الدبلوماسية بديلاً عن لغة الحرب.

منذ عهد ترامب ثلاثة غادروا منصب مستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومي، وإذا تجاوزنا مايكل فلين الذي لم يكن لوجوده أثراً يُذكر، فإن هربرت مكماستر لم يستطع إيجاد توازن بين ما تمليه عليه قناعاته كمسؤول وظيفة رسمية وما يطلبه دونالد ترامب في حصيلة من التناقضات.

وبعد جون بولتون توكل المهام إلى كبير مفاوضي الحكومة في مجال الرهائن روبرت أوبراين، والملفات جميعها معلّقة والمهمة مستحيلة، فالحرب والمفاوضات على مستوى واحد من الفشل.

من المحتمل أن يكون أوبراين داعماً للسياسة الخارجية الأمريكية التي يقوم بها ترامب ومايك بومبيو وزير الخارجية إلاّ أن الارتباك الحاصل في ظل الفوضى العالمية يجعل الأمور غير متوقعة، ولاسيما أن الليبرالية الجديدة التي قادتها الولايات المتحدة الأمريكية تشهد تدهوراً أكثر وأكثر.

علي أصفهاني

اقرأ أيضاً