خاص|| أثر برس لجأ كثير من السوريين إلى ابتكار بدائل للتدفئة عوضاً عن استخدام المازوت نظراً لارتفاع سعره في السوق السوداء وعدم استلام مخصصاتهم من المادة، بالتزامن مع انخفاض درجات الحرارة، فكان آخر ما يتم استخدامه كبديل للتدفئة هو روث الأرانب.
مربو الأرانب:
“أبو مازن” صاحب مزرعة أرانب بمنطقة الشيفونية في ريف دمشق، يقول لـ”أثر” إنه يملك عدد كبير من أفراخ الأرانب، وبسبب تكاثرها الكبير يبيع كل شهر ما يقارب 6 أو 7 منها، موضحاً أن “تربية الأرانب لا تعد مصدر رزق لوحدها بل يحتاج المزارع إلى تربية الدجاج والأبقار لتوسيع استثماره وتحقيق ربح مجني، بالإضافة إلى أن روث الأرانب يدخل في تركيب مادة الجلة المخصصة كوقود للتدفئة”.
ولفت الشاب “تامر” (مربي أرانب) في منطقة صحنايا لـ”أثر” إلى أنه استطاع تحقيق دخل مستقر لعائلته من خلال تربيته فراخ الأرانـب، حيث اشترى ذكر وأنثى بمبلغ 30 ألف ل.س وبعد تربيتهم لمدة 3 أشهر ازداد عددهم أربعة أضعاف (أي أصبح عددهم 8) وبدأ ببيع الفرخ الصغير بـ 25 ألف ل.س والفرخ الكبير بـ 70 ألف ل.س، ويستخدم روثهم بعد تجفيفه كبديل للمازوت في التدفئة، مضيفاً أن “تربيتهم غير مكلفة حيث يضعهم بمكان دافئ على سطح منزله ووضع عليه تراب أحمر مع وضع بعض الأقمشة، أما عن غذائهم فيكتفي بتقديم الخضراوات الذابلة الذي يحصل عليها مجاناً من بائعي الخضار.
روث الأرانب بديل للتدفئة:
بدوره، أكد الخبير الزراعي أكرم عفيف لـ”أثر” أن الوفرة التي كان يعيشها السوريون أغنتهم عن تربية الأرانب والتي تعتبر بديل طاقة وبروتين طبيعي، واتجهوا إلى تربية الأغنام، بالإضافة إلى أن تربية الأرانب مشروع ناجح وتكاثره سريع ولحمه نظيف، لكن فكرة استخدام روثه للتدفئة جديدة وغير مألوفة.
وتابع عفيف أن بيع الأرانب انتعش مؤخراً بسبب إقبال الروس المتواجدين في سوريا على شرائه، مبيناً أنه “يعتبر كائن صديق للبيئة وغير ناقل للأمراض، بالإضافة إلى أن مزارع تربية الأرانـب قليلة في سوريا”.
كما اقترح عفيف من خلال حديثه لـ”أثر” طريقة أمثل لتطوير بيع الأرانـب من خلال التعاقد مع روسيا في حال كانت راغبة بذلك حيث تتم تربية الأرانـب وتنشيط سلالتها وتصديرها لها وهي خطوة استثمارية ناجحة.
يذكر أن السوريين استخدموا خلال السنوات القليلة الفائتة بدائل عدة للتدفئة، منها “العرجون أو التمز” وهو عبارة عن مخلفات عصر ثمار الزيتون واستخراج زيته، حيث يتم وضع تلك المخلفات في مكابس، وإعدادها على شكل قوالب مختلفة الأشكال والأحجام والأوزان، ليصار إلى استخدامها كوقود.
يشار إلى أن وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك رفعت سعر مبيع ليتر المازوت الحر لـ 10900 ل.س، في حين بقي سعر المازوت المدعوم على حاله 2000 ل.س لليتر الواحد.
ولاء سبع – ريف دمشق