أرسلت روسيا مجدداً تجهيزات عسكرية إلى قاعدة حميميم في سوريا، حيث أفادت وزارة الدفاع الروسية أمس الجمعة بأن 6 سفن إنزال كبيرة من أسطول الشمال وأسطول بحر البلطيق الروسيين وصلت إلى المركز اللوجيستي للبحرية الروسية في طرطوس غرب سوريا.
وقال المكتب الصحافي لوزارة الدفاع في بيان: “إن مجموعة الإنزال تضم 6 سفن كبيرة، وهي بيوتر مورغونوف، وغيورغي بوبيدونوسيتس، وأولينيغورسكي غورنياك، وكوروليف، ومينسك، وكالينينغراد” مضيفاً أن السفن وصلت عبر أوروبا إلى الجزء الشرقي من البحر المتوسط كجزء من مناورات تجريها البحرية الروسية، تحت إشراف القائد العام للقوات البحرية، الأميرال نيكولاي إيفمينوف، وفقاً لما نقلته صحيفة “الشرق الأوسط”.
وأكدت الدفاع الروسية أن السفن قطعت أكثر من 6000 ميل بحري، وترسو السفن حالياً في ميناء طرطوس بسواحل سوريا، حيث تقوم بالتزود بالوقود ومياه الشرب والمواد الغذائية.
وجاء في بيان من المكتب الصحافي لوزارة الدفاع الروسية: “إن مجموعة سفن حربية تابعة لأسطولي بحر الشمال والبلطيق، أنهت في إطار مناورة البحرية الروسية بقيادة قائد البحرية الأدميرال نيكولاي يفمينوف رحلة حول أوروبا ووصلت إلى الجزء الشرقي من البحر المتوسط”.
ووقّعت موسكو ودمشق اتفاقية حول توسيع مركز الإمداد المادي والتقني التابع للأسطول الحربي الروسي في طرطوس، وتسمح الاتفاقية بتواجد 11 سفينة حربية، بما في ذلك النووية منها في آن واحد، لمدة 49 عاماً، مع إمكانية التجديد التلقائي لفترات بمدة 25 عاماً.
ويتزامن وصول هذه السفن الروسية مع التصعيد بين روسيا وحلف “الناتو” في أوكرانيا، حيث تؤكد معظم التحليلات العربية والأجنبية أن النشاط العسكري الروسي في سوريا يهدف إلى إيصال رسالة للولايات المتحدة الأمريكية، حيث أشارت صحيفة “سفوبوديانا بريسا” الروسية سابقاً في مقال: “روسيا تحاول وضع الولايات المتحدة بين خيارين إما إنفاق موارد ضخمة على حربها المباشرة مع روسيا، ما سيجعل خسارة واشنطن لبكين أمراً لا مفر منه، أو الاستسلام لروسيا في أوروبا، وليس هناك مكان أفضل من سوريا لهذا السيناريو”، وكذلك موقع “المونيتور” الأمريكي سبق أن نشر مقالاً بعنوان “الكرملين يأمل أن تكون سوريا شوكة روسيا المستقبلية في خاصرة الناتو الجنوبية”، قال فيه: “الكرملين يحاول إثبات أن تجميع القوات الروسية في سوريا هو أكثر من مجرد قوة لعرض العلم الروسي في البحر الأبيض المتوسط”، مشيراً إلى أن السلطات الروسية لا تزال غير قادرة على نشر الآلاف من القوات في سوريا في وقت قصير، ولا تمتلك روسيا عدداً كافياً من السفن الحربية التي تعمل في المحيط، ولديها أسطول متواضع من طائرات النقل العسكرية، مما يؤثر على القدرة على شن حملة عسكرية سريعة وجادّة في مسرح بعيد.