أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم، أنّ القوات الروسية أحبطت هجوماً واسع النطاق شنته القوات الأوكرانية على خمسة قطاعات من الجبهة جنوبي “دونيتسك” جنوبي أوكرانيا، وقتلت المئات من قوات كييف.
وقال المتحدث باسم الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف: “في صباح 4 من حزيران، شن العدو هجوماً واسع النطاق على خمسة قطاعات من الجبهة في اتجاه جنوب دونيتسك، قام خلاله بإدخال الألوية الميكانيكية 23 و31 من الاحتياطيات الاستراتيجية للقوات الأوكرانية في المعركة، وبدعم من الوحدات العسكرية والوحدات الفرعية الأخرى”، وفقاً لما نقلته وكالة “نوفوستي” الروسية.
وأضاف: “كان هدف العدو هو اختراق دفاعاتنا في أكثر مناطق الجبهة ضعفاً في رأيه، غير أن القوات الروسية أحبطت الهجوم ولم يحقق العدو أهدافه ولم ينجح”، مشيراً إلى أنه “نتيجة للأعمال الماهرة والكفؤة لمجموعات قوات فوستوك، بلغت خسائر القوات الأوكرانية أكثر من 250 فرداً و16 دبابة وثلاث عربات قتال مشاة و21 مركبة قتالية مصفحة”، وفقاً للبيان.
وقالت الوزارة، إنّ “رئيس الأركان العامة الروسي فاليري جيراسيموف، المسؤول عن العملية العسكرية لموسكو في أوكرانيا، كان في منطقة الهجوم الأوكراني.
وتستعد أوكرانيا منذ أشهر لشن هجوم مضاد على القوات الروسية، وفي هذا الصدد، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لصحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، أول من أمس، إنه مستعد لشن الهجوم المضاد لكنه خفف من توقعات النجاح بالإشارة إلى أن الأمر قد يستغرق بعض الوقت وستكون تكلفته باهظة، وفقاً لما نقلته قناة “الحرة” الأمريكية.
وأضاف: “لا أعرف كم من الوقت سيستغرق الأمر.. لأكون صادقاً يمكن أن يمضي في اتجاهات مختلفة تماماً؛ لكننا سنقوم بذلك الهجوم ونحن مستعدون”.
وأصبحت الهجمات الجوية الروسية شبه يومية منذ مطلع أيّار الفائت، إذ نجحت روسيا في ضرب بعض الأهداف العسكرية، بما في ذلك مقر المخابرات العسكرية في كييف، وقاعدة جوية في منطقة “خميلنيتسكي الغربية”، إذ قال المتحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية يوري إهنات، للتلفزيون الأوكراني، إنّ “صاروخين من طراز كروز أصابا قاعدة جوية عسكرية في ضواحي كروبيفنيتسكي بوسط أوكرانيا”.
وخلال الأشهر الفائتة من الحرب الروسيّة– الأوكرانية، أصبحت المسيّرات سلاحاً أساسياً في النزاع المستمر بين الطرفين، نظراً إلى مرونة التعامل مع هذه الطائرات ودقة أهدافها ورخص ثمنها في مقابل الأسلحة التقليدية، إذ تستخدم أوكرانيا طائرات “بيرقدار” التركيّة المسيّرة، على حين تتهم واشنطن والغرب وأوكرانيا بأن موسكو تستخدم مسيّرات إيرانية متطورة.
وتعرّضت العاصمة الروسية موسكو، الثلاثاء الفائت، لهجمات بطائرات مسيّرة أسفرت عن تضرر بعض المباني، وفي الوقت الذي اتّهمت فيه الدفاع الروسية كييف بتنفيذ الهجوم، فإن الرئاسة الأوكرانية نفت مسؤوليتها عنه”.
وتم استهداف موسكو ومنطقتها الواقعتان على بعد أكثر من ألف كيلو متر عن أوكرانيا، حتى الآن بهجمات مسيّرة قليلة جداً، في حين كثرت هجمات كهذه في مناطق روسية أخرى.
وجاءت الهجمات على موسكو بعدما تعرّضت العاصمة الأوكرانية في اليوم نفسه، إلى ثالث هجوم روسي خلال 24 ساعة بأكثر من 20 مسيّرة، وفقاً لما أعلنه رئيس الإدارة العسكرية في كييف.
وفي وقت سابق، قال المفكر الروسي ألكسندر دوغين، إنّ “روسيا وجدت نفسها في حالة حرب طويلة ومخيفة لم نكن مستعدين لها ولم نعول عليها ولم نكن نريدها”، مشيراً إلى أنه “بعد بداية الحرب تبين أن أهدافها لم تتحقق”.
وفي لقاء أجراه مع قناة “العربية”، بيّن دوغين أن “اندماج أوكرانيا في الناتو كان أعمق من تقديراتنا، ولم تنجح رهانات روسيا على السياسيين والمعارضين الأوكرانيين”، لافتاً إلى أن “ معركة خاركيف كانت مفصلية عندما (تراجعنا) وتقدم العدو مدعوماً بإمدادات غربية سياسية واقتصادية وعسكرية”.
يشار إلى أن روسيا أطلقت عمليتها العسكرية الخاصة في أوكرانيا في 24 من شباط 2022، وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن هدف العملية هو “ تحرير مقاطعتي لوغانسك ودونيتسك في دونباس من القوميين الأوكرانيين المتطرفين”.
أثر برس