أكثر من خمس سنوات على الوجود الروسي في سوريا، حاولت موسكو خلالها لعب دور الوسيط في العديد من الملفات الشائكة، وساطةٌ أنتجت العديد من الاتفاقيات والإجراءات والتفاهمات، لكن موسكو ربما انتقلت إلى مرحلة استثمار دعم السنوات الخمس لتكريس وجود دائم لها في سوريا، وهو الأمر الذي سلطت صحف عربية وغربية الضوء عليه.
حيث جاء في صحيفة “التايمز” البريطانية:
“هناك توسع بوتيرة سريعة للقاعدة الجوية العسكرية الروسية في حميميم باللاذقية، وتضم قاعدة حميميم بالفعل وحدة تجسس متطورة تابعة للاستخبارات الروسية، وحظائر طائرات معززة لحماية عشرات الطائرات من هجمات الطائرات المُسيّرة، وتعد القاعدة المركز العصبي للدفاع الجوي السوري، لكن السؤال الآن: من يحتاج إلى قاذفات استراتيجية في وقت تمر الحرب الأهلية في سوريا بأهدأ فتراتها منذ عقد من الزمن؟.. لقد استثمر بوتين دعمه العسكري لدمشق في وجود دائم في سوريا، ليس فقط القاعدة الجوية والسيطرة على المجال الجوي، ولكن أيضاً بالحصول على قاعدة بحرية في ميناء طرطوس، وعندما يحل السلام في سوريا، ستطلب روسيا أن يكون لها دور أكبر في الأزمات المختلفة في شرق البحر المتوسط”.
وفي “رأي اليوم” اللندنية جاء:
“نتمنى على الرئيس بوتين الذي تدخل من أجل تقديم هدايا إنسانية للطرف الإسرائيلي، مثل البحث عن رفات جنود إسرائيليين مدفونين في مخيم اليرموك، أو الإفراج عن هذه الفتاة الإسرائيلية، وإعادتها إلى أُسرتها، نتمنى عليه، أن يتدخل إنسانياً أيضاً لوقف الغارات الإسرائيليّة العدوانية المستمرة على سوريا، أو يدعم الجيش السوري بالأسلحة والعتاد المُتطوّر (صواريخ إس-400) للتصدي لهذه الغارات في إطار حقّه في الدّفاع عن النفس وردع العُدوان”.
ونشرت صحيفة “NG” الروسية تقريراً بعنوان “روسيا أصبحت وسيطاً في صفقة سوريا وإسرائيل لتبادل السجناء”، أكدت خلاله ملاحظتها إلى أن ” وتيرة الاتصالات تصاعدت إلى مستوى غير اعتيادي بين المسؤولين الروس والإسرائيليين على خلفية اتفاقية تبادل الأسرى، بدءاَ من بوتين ونتنياهو، مروراً بالخارجية والدفاع وانتهاءً باللقاء بين السفير الإسرائيلي في موسكو وميخائيل بوغدانوف، وترافقت هذه الاتصالات المكثفة مع موجة الإشاعات، التي تدور في الأشهر الأخيرة”.
وتؤكد روسيا باستمرار على تحالفها الثابت مع الدولة السورية، ويظهر من السلوك الروسي سياسياً ودبلوماسياً وعسكرياً كيف تولي موسكو الأولوية للملف السوري، لكن التصريحات الروسية حول بعض الملفات المرتبطة بالوجود الروسي في سوريا، تقف عند الشراكة العسكرية في القضاء على الإرهاب، وتقويض حجم النفوذ الأمريكي في المنطقة، في حين لا تقدم موسكو أي رؤىً أو تقديرات حول حجم وأهداف ومدد وجودها مستقبلاً في المياه الدافئة عبر البوابة السورية.