نقلت وكالة “رويترز” عن مصادر تركية وزارية أن تركيا و”إسرائيل” عقدتا أول اجتماع فني لهما في أذربيجان أمس، لمناقشة وضع آلية تهدف إلى تفادي التضارب ومنع وقوع حوادث غير مرغوب بها في سوريا.
وأضافت المصادر أن “المحادثات تمثل بداية جهود لإنشاء قناة اتصال لتجنب أي صدامات أو سوء فهم محتمل لعمليات قوات البلدين في المنطقة”.
وأكد أحد المصادر أن الجهود “ستستمر لوضع هذه الآلية”، دون تقديم مزيد من التفاصيل بشأن نطاق المحادثات أو جدولها الزمني، وفق “رويترز”.
وأكد وزير الخارجية التركي حقان فيدان، أمس الأربعاء في لقاء مع قناة “CNN Turk” أن “هناك حاجة إلى آلية لتجنب الصدام مع إسرائيل، التي تقوم بتسيير طائرات في تلك المنطقة، على غرار الآليات التي لدينا مع الولايات المتحدة وروسيا”.
وأضاف أن هناك اتصالات فنية لمنع سوء الفهم بين عناصر القتال، مضيفًا أن الفرق الفنية تتواصل مع بعضها البعض “عند الحاجة”.
ولفت وزير الخارجية التركي إلى أن “المحادثات الفنية مع إسرائيل تهدف فقط إلى خفض الصراع في سوريا وليس إلى تطبيع العلاقات”، وتابع قائلاً: “إن تركيا لا تنوي الدخول في صراع مع أي دولة أخرى في سوريا، ليس فقط إسرائيل”.
وفي 7 من نيسان الحالي، نقل موقع “ميدل إيست أي” عن مسؤولين غربيين (لم يسمّهما)، أن نتنياهو يعتقد أنه حقق تقدماً في التوصل إلى اتفاق لمنع الاشتباك مع تركيا، في أعقاب غارات جوية نفذتها إسرائيل في سوريا ضد بنى تحتية كان من المتوقع أن تستخدمها تركيا كقواعد عسكرية لها.
كما أفاد موقع “أكسيوس” الأمريكي في وقت سابق بأن “ضباطاً أتراكاً وإسرائيليين ناقشوا إنشاء آلية لفض الاشتباك بين جيشي البلدين في سوريا”.
وفي 2 نيسان الجاري استهدفت “غارات إسرائيلية” مركز البحوث في منطقة برزة بالعاصمة دمشق، ومطار T4 في حمص ومطار حماة العسكري، بغارات عدة، وقال جيش الاحتلال في بيان: “في الساعات الأخيرة أغار الجيش الإسرائيلي على قدرات عسكرية بقيت في منطقة قاعدتيْ حماة وT4 السوريتيْن، إلى جانب بنى تحتية عسكرية بقيت في منطقة دمشق”، زاعماً أنه سيعمل “لإزالة أي تهديد على مواطني دولة إسرائيل”.
وتعقيباً على هذه الانتهاكات الإسرائيلية، قال وزير الخارجية الإسرائيلي “جدعون ساعر”: “جميع أنشطتنا العسكرية في سوريا تهدف للحفاظ على أمننا وتفادي أي تهديدات”، مضيفاً “ليست لدينا أي نوايا أخرى بشأن عملياتنا العسكرية في سوريا”.
وفي 7 نيسان الجاري أوضح الرئيس الأمريكي ترمب، خلال قمة جمعته مع رئيس الحكومة الإسرائيلية “بنيامين نتنياهو” أنه أخبر الأخير بأنه “يحب أردوغان، وإذا كانت لديه مشاكل معه فعليه حلها”، مؤكداً أن “على الإسرائيليين التصرف بعقلانية لحل أي مشكلة مع تركيا”.وتابع ترمب “أعتقد أنني أستطيع حل أي مشكلة لديكم مع تركيا. أعني طالما أنكم عقلانيون، يجب أن تكونوا عقلانيين. يجب أن نكون عقلانيين”، مضيفاً أن “إذا كانت لديك مشكلة مع تركيا، فأعتقد حقاً أنك ستتمكن من حلها. كما تعلم لدي علاقة جيدة جداً مع تركيا ومع زعيمها، وأعتقد أننا سنتمكن من حلها. لذا آمل ألا تكون هذه مشكلة. لا أعتقد أنها ستكون مشكلة”.