خاص || أثر برس يواصل مسلحو الفصائل التابعة لتركيا، ممارساتهم بحق أهالي مناطق ريف حلب الشمالي الخاضعة لسيطرتهم، وتضييق الخناق بشكل أكبر على المدنيين ومحاربتهم حتى في الحصول على لقمة عيشهم وقوت يومهم.
“إتاوة” جديدة تحت مسمى الضريبة، وبالليرة التركية، فرضها مسلحو أنقرة خلال الأيام الماضية، بحق رعاة الأغنام في ريف حلب الشمالي وتحديداً في بلدة جنديرس جنوب غرب منطقة عفرين، حيث حظروا الرعي في المسطحات الخضراء على الماشية، إلا بعد دفع أصحابها الضريبة المطلوبة.
وعن تفاصيل “الإتاوة” الجديدة، أوضحت مصادر “أثر” من ريف حلب الشمالي، بأن مسلحي فصيل “الوقّاص” المنضوي تحت لواء ما يسمى بـ “الجيش الوطني”، أبلغوا الأهالي بوجوب دفع ضريبة على كل رأس غنم يمتلكونه، مقابل السماح للماشية بالرعي، حيث بلغت الضريبة /50/ ليرة تركية للخروف للرأس الواحد، أي ما يعادل 23 ألف ليرة سورية.
اللافت، أن “الإتاوة” التي فرضها مسلحو “الوقاص”، لم تتوقف عند حدود رؤوس الأغنام، بل امتدت لتطال الحمير التي يستخدمها الرعاة عادة للتنقل مع قطعان الماشية أثناء الرعي، فيما تمثلت المفارقة بأن الضريبة المفروضة على الحمار، كانت أعلى من ضريبة رأس الغنم، حيث بلغت القيمة /100/ ليرة تركية عن الحمار الواحد، أي ما يعادل 46 ألف ليرة سورية.
وأثارت تلك الخطوة من قبل المسلحين الموالين لتركيا، موجة استياء كبيرة لدى الأهالي، حيث ذكرت مصادر “أثر” بأنهم حاولوا الاحتجاج على الضريبة الجديدة، مؤكدين عجزهم عن دفع تلك المبالغ الباهظة من جهة، واستنكارهم لحرمان قطعانهم من الرعي ومحاربتهم في قوت يومهم من جهة ثانية، إلا أن جميع من حاول الاعتراض على القرار، تم تهديده بمصادرة ماشيته وحرمانه من الرعي.
ويعيش الأهالي القاطنون ضمن مناطق سيطرة المجموعات المسلحة التابعة لتركيا، أوضاعاً معيشية وإنسانية صعبة للغاية، في ظل استمرار الممارسات والانتهاكات من قبل المسلحين بحقهم، سواء على صعيد أعمال الخطف والاعتقال وطلب الفدية، أو من ناحية محاربتهم بأرزاقهم ولقمة عيشهم عبر سرقة الأراضي الزراعية ومصادرة المحاصيل، وفرض المزيد من “الإتاوات” التي تشمل مختلف مفاصل الحياة عليهم.
زاهر طحان – حلب