خاص || أثر برس أقدم شقيق أحد قياديي فصيل “الجبهة الشامية” المدعوم تركياً، على اغتصاب طفلة لا يتجاوز عمرها خمسة أعوام، بعد أن عمل على خطفها ونقلها إلى سطح أحد الأبنية السكنية في مدينة الباب بريف حلب، بهدف ارتكاب جريمته.
وفي التفاصيل التي أوردتها مصادر محلية من مدينة الباب الخاضعة لسيطرة أنقرة وفصائلها شمال شرقي حلب لـ “أثر”، فإن شقيق أحد قياديي فصيل “الجبهة الشامية” ويدعى “غنوم”، استغل خروج الطفلة من منزل ذويها في وقت متأخر من ليل أمس الأول السبت، وسارع لاختطافها ونقلها إلى سطح بناء سكني في المدينة، قبل أن يعمد إلى الاعتداء عليها جنسياً، ويتركها بعد ذلك طريحة الأرض.
ولدى استعادة الطفلة وعيها في صبيحة اليوم التالي، سارعت للعودة إلى منزل عائلتها، وأبلغت والدها الذي ينتمي إلى إحدى المجموعات المسلحة القادمة من ريف حمص بما جرى لها، ما دفع بالوالد إلى طلب المساعدة من باقي أفراد مجموعته، والذين لبوا الطلب على الفور برفقة مسلحين من فصائل أخرى، ليبادروا بعد ذلك إلى شن هجمات عنيفة باتجاه مقرات “الجبهة الشامية” المنتشرة في مدينة الباب.
وفي ظل عدم استجابة عائلة “غنوم” الذي يعمل كناشط إعلامي لدى إحدى تنسيقيات المسلحين، وإصرار شقيقه على حمايته، وسع مسلحو حمص الذين وصلوا تباعاً إلى المدينة، من نطاق هجماتهم نحو مقرات “الشامية”، لتشهد مدينة الباب على مدار ساعات الليلة الماضية، اشتباكات عنيفة بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، أسفرت في محصلتها عن مقتل وإصابة أكثر من 20 مسلحاً جُلهم من “الجبهة الشامية”.
وفي خضم تلك الاشتباكات، دفعت قيادة ما يسمى بـ “الجيش الوطني” المدعوم تركياً، بأعداد كبيرة من مسلحي “الشرطة العسكرية” إلى مدينة الباب، في محاولة لاحتواء ما يحدث، بالتزامن مع تدخل عدد كبير من وجهاء الباب وريفها كوسطاء لحل الخلاف، ما أوقف الاشتباكات في وقت متأخر من الليلة الماضية.
وتدور حالياً مفاوضات حثيثة بين قيادات فصائل أنقرة ووجهاء الباب مع عائلتي الطفلة ومغتصبها، وسط إصرار والد الطفلة إما على نيل القصاص من “غنوم”، أو طرده وعائلته من كافة مناطق سيطرة مسلحي أنقرة في ريف حلب، الأمر الذي ما تزال ترفضه عائلة المغتصب، وسط أجواء متوترة تُنذر باحتمالية تجدد الاشتباكات في أي لحظة خلال الساعات القادمة.
وتعتبر حادثة اغتصاب الطفلة، هي الثانية من نوعها التي تشهدها مناطق سيطرة فصائل أنقرة في ريف حلب، بعد أن تعرضت فتاة قاصر لا يتجاوز عمرها 12 عاماً أواخر الشهر الماضي، للاغتصاب على يد أحد مسلحي أنقرة في مدينة الباب أيضاً، ما تسبب حينها بموجة من الاشتباكات التي انتهت دون أن ينال الجاني قصاصه العادل، ما يعكس حجم الفساد والترهل الأمني السائد ضمن مناطق سيطرة فصائل أنقرة في الشمال السوري بشكل عام.
زاهر طحان – حلب