خاص || أثر برس وردت شكاوى عدة “أثر برس” من أهالي بلدة البويضة في ريف دمشق، حول سوء واقع المياه، الذي يدفعهم لشراء صهاريج من الباعة المتجولين، ويزيد الأعباء المادية عليهم.
وأوضح أحد الأهالي لـ”أثر” أن جميع الغطاسات الموجودة في البلدة تعمل ولكن في أحياء (الحمرا ومعمل أبو جعفر) لا تصل المياه، مبيناً أنه تم تقديم شكوى لرئيس البلدية أكثر من مرة لكن من دون جدوى، مضيفاً أن شراء الصهاريج من الباعة المتجولين يزيد الأعباء المادية عليه وهو من ذوي الدخل المحدود، فشراء 5 براميل تكلفتهم 20 ألف ل.س وعائلته تحتاج كل يومين إلى تعبئة صهريج مياه.
وأضافت مشتكية أخرى من المنطقة لـ”أثر” أن المياه تباع لأصحاب المزارع والفلاحين الموجودين في البلدة بدلاً من أن يتم تزويد الأهالي بها (بحسب تعبيرها)، مشيرةً إلى أنه عندما يتوجهون بالشكوى للمسؤول عن فتح وإغلاق المياه يتم تزويدهم بها ليومين ومن ثم يتم قطعها.
وتابعت أن هذه المعاناة تتكرر مع بدء فصل الصيف، وإمكانياتهم المادية لا تسمح لهم بشراء الصهاريج، مبينةً أن الكهرباء في البلدة تعد جيدة نوعاً ما، ومن المفترض أن تصل المياه لجميع الأهالي.
عدم استقرار الكهرباء يؤثر في ضخ المياه:
بدوره، أوضح رئيس بلدية البويضة محمد بركات لـ”أثر” أن الحديث عن بيع المياه من قبل المسؤول عن فتحها وإغلاقها هو عار عن الصحة، لأنه لا توجد مناطق زراعية قريبة على أحياء الحمرا ومعمل أبو جعفر، مبيناً أنه لحل معاناة أهالي تلك الأحياء وضعت البلدية (سكورة) ليتم توزيع المياه بشكل عادل بينهم.
وتابع أن هناك انسداد ببعض الأقنية في الأحياء المذكورة سابقاً، والبعض منها يحتاج إلى استبدال وهذا يقع على عاتق مؤسسة مياه الشرب والصرف الصحي، لذا تم توجيه كتب للمؤسسة مرات عدة، وتقدم الأهالي بالشكوى بأنفسهم ولكن من دون جدوى.
وأضاف بركات أن عدم استقرار الكهرباء في البلدة يمنع وصول المياه لجميع الأحياء، وخاصة تلك التي تقع في نهاية شبكة المياه، منوّهاً هنا إلى تأهيل خزان مياه البلدة بالتعاون مع منظمة دولية منذ 8 أشهر، وبالرغم من المراسلات العديدة وتبرعات الأهالي لكن إلى الآن لم يتم تعبئته بالمياه من قبل مؤسسة مياه الشرب.
وبين أن تعبئة هذا الخزان الذي تقدر سعته بـ 1000 برميل تسهم بتخفيف المعاناة لدى الأهالي في حال حدث أي نقص في المياه، إذ يتم تزويدهم منه.
لا توجد أعطال في شبكة مياه البويضة:
رداً على ذلك، أوضح مدير مؤسسة المياه والصرف الصحي، المهندس عصام الطباع لـ”أثر” أن المؤسسة تقوم بتزويد بلدة البويضة بالمياه من خلال آبار محلية عددها 6 وهي مجهزة وموضوعة بالاستثمار وموزعة على كافة أحياء البلدة بغزارة إجمالية 150 م3/سا، مبيناً أن واقع المياه في البلدة يعد جيداً إلا أن زيادة ساعات التقنين الكهربائي المطبقة فيها تؤدي في أغلب الأوقات لحدوث نقص في كمية المياه المنتجة لاسيما في فترة الصيف مع ارتفاع درجات الحرارة وازدياد الاحتياج المائي.
ووفقاً للطباع، لا توجد أعطال في شبكة مياه الشرب بالبلدة ومعظمها من مادة البولي ايتلين، ولا داعي لاستبدالها، لافتاً إلى أن خزان المياه الذي تم ذكره سابقاً هو بسعة 300 م³، وتم تأهيله من قبل الجهات المانحة وتعبئته مرات عدة إلا أن ساعات التقنين تؤثر سلباً على تعبئته حيث يحتاج لـ 3 أيام ليمتلئ بالكامل ما يتسبب بحدوث خلل في توزيع مياه الشرب بين أحياء البلدة”
وأضاف الطباع أن هذا السبب اضطرهم للعودة إلى العمل بالضخ المباشر ريثما يستقر الواقع الكهربائي، موضحاً أن منسوب مياه الآبار المغذية لبلدة البويضة جيد جداً ولا يوجد أي انخفاض في المناسيب، أما مناسيب الآبار في ريف دمشق بشكل عام متفاوتة بين منطقة وأخرى.
وبين أن الواقع المائي في ريف دمشق عموماً يعتبر مقبول وتسعى المؤسسة لتحسينه عبر اتخاذ إجراءات عدة لاسيما فيما يخص توفير مصادر الطاقة اللازمة لتشغيل مشاريع المياه.
وكان رئيس المكتب التنفيذي في محافظة ريف دمشق جاسم المحمود أكد سابقاً لـ “أثر” أن المحافظة لديها مساعِ لحل مشكلة المياه، في إطار تقديم الخدمات للأهالي والقاطنين، إذ يتم التنسيق مع 22 منظمة دولية من أجل حل مشكلة شح المياه، وإمداد الريف الدمشقي بالمياه، عبر إقامة جملة من المشاريع التي تتمثل بتركيب منظومات طاقة شمسية، ومحطات صرف صحي، كما أشار أنه سيتم توزيع ما بين 4 – 5 مليارات ليرة على البلديات والوحدات الإدارية من الميزانية العامة بغية تنفيذ العديد من المشاريع الخدمية
الجدير ذكره أن مدير مؤسسة المياه والصرف الصحي، المهندس عصام الطباع، بيّن سابقاً لـ”أثر” أن عدد الخطوط المعفاة من التقنين وصل لنحو 73 خط، كذلك يتم تركيب منظومات طاقة شمسية لتشغيل الآبار بالتعاون مع الجهات المانحة، والتي وصل عددها إلى ما يقارب الـ71 منظومة، بالإضافة إلى توفير عمليات الضخ بواسطة مجموعات التوليد الاحتياطية المنتشرة في مراكز الضخ وفق الإمكانيات المتاحة وضمن الحد الأدنى.
لمى دياب – ريف دمشق