أعادت خريطة العمليات العسكرية في أوكرانيا أزمة المفاعلات النووية إلى واجهات الأحداث، بعد تبادل كييف وموسكو الاتهامات حول قصف محطة زابوروجيا النووية الضخمة، الأكبر في أوروبا، وتعريضها للخطر، ما قد يُنذر بكارثة نووية تشبه التي وقعت في محطة تشيرنوبل عام 1986.
حيث أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الخميس، أن “القوات الروسية قصفت محطة زابوروجيا النووية، ما أدى إلى تسرب الإشعاعات عبر الهواء”.
وأضاف أن “محطة زابوروجيا هي ثالث أكبر محطة نووية على مستوى العالم، وروسيا تضلل العالم بإخفاء خطر الإشعاع النووي في المحطة ونحتاج الحماية من هذا الخطر”.
وفي المقابل، أكدت وزارة الدفاع الروسية أن أنظمة الدفاع الجوي الروسية تصدت يومي الأربعاء والخميس لجميع المحاولات التي قامت بها القوات المسلحة الأوكرانية بالطائرات المسيّرة الهجومية والمدفعية الثقيلة لاستهداف محطة زابوروجيا للطاقة النووية.
بدوره، قال نائب مدير إدارة الإعلام والصحافة في وزارة الخارجية الروسية إيفان نيتشايف: “إن قصف الوحدات الأوكرانية لمحطة الطاقة النووية زابوروجيا هو عمل إرهابي نووي، ويمكن أن يؤدي إلى كارثة أكبر من كارثة تشيرنوبل”.
وأشار نيتشايف إلى أنه، سيتم بمبادرة من روسيا، اليوم الخميس، عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي حول موضوع قصف كييف لمحطة زابوروجيا للطاقة النووية، حيث تتوقع موسكو أن يبدي المجتمع الدولي اهتماماً كبيراً بالتطورات الأخيرة.
وسبق أن طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بالسماح للمفتشين النوويين التابعين للمنظمة الدولية بدخول زابوروجيا، واصفاً أي هجوم على محطة نووية بأنه عمل “انتحاري.”
وكانت روسيا قد بدأت العملية العسكرية في أوكرانيا منذ الرابع والعشرين من شباط الماضي، بهدف حماية الأقليات في إقليم دونباس، وحماية أمنها القومي ضد توسع حلف الناتو، وفيما تؤكد موسكو أن قواتها تتصرف بمسؤولية وتفعل كل ما في وسعها لضمان سلامة المنشآت النووية، كما تنفي كييف ذلك، ويتبادل الطرفان الاتهامات بهذا الشأن.
وتمتلك أوكرانيا 5 محطات نووية، 4 منها في الخدمة، وهي زابوروجيا وريجين وخميلنيستكي وجنوب أوكرانيا، والخامسة “تشيرنوبل” التي حُظر العمل فيها منذ 1986، وتضم المحطات العاملة 15 مفاعلاً نووياً تسهم جميعها في إنتاج حوالي نصف كمية الكهرباء التي تحتاجها أوكرانيا.
يُشار إلى أن كييف تخلت عن الأسلحة النووية التي كانت تمتلكها عام 1994، بعد سقوط الاتحاد السوفيتي.
أثر برس