أثر برس

زراعات جديدة في الحسكة.. وحرائق ما بعد الحصاد تهدد الثروة الحيوانية

by Athr Press G

خاص || أثر برس الحاجة إلى بعض المواد الزراعية في محافظة الحسكة دفعت بالسكان المحليين إلى البحث عن إنتاج هذه المواد، كالخضار التي بات استخدام “زراعة الأنفاق” فيها حاضراً وبقوة في مناطق الريف الجنوبي، إضافةً إلى زراعة “الذرة البيضاء وعباد الشمس”، والمحاصيل العطرية، والتصدير إلى إقليم شمال العراق، غاية الفلاحين الذين يريدون تعويض الخسائر التي لحقت بأراضيهم خلال سنوات خلت.

زراعة الأنفاق.. للخضار

استخدام الأنفاق البلاستيكية للحصول على “شتل”، للخضار ومن ثم زراعة مساحات واسعة بما يحتاجه السوق المحلي في محافظة الحسكة، أمنت لفلاحي الريف الجنوبي والمناطق القريبة من مجرى نهر الخابور مصدر رزق جديد، والخشية هنا من عودة استجرار الخضار من بقية المحافظات السورية بما يؤثر على المنتج المحلي من ناحية السعر.

يقول “أمجد الحسن”، الذي يزرع أكثر من 100 دونم من أرضيه بمحصول “البندورة” في حديث مع “أثر برس” إن مثل هذه الزراعة التي يمارسها للمرة الأولى في حياته، تعلمها خلال فترة عمله في محافظة “درعا” قبل بداية الحرب، ومع قلة وصول الخضار إلى محافظة الحسكة، اتجه نحو الاستفادة من حاجة السوق ليقوم بزراعة “البندورة”، ومساحات إضافة بمحاصيل أخرى ليؤمن لنفسه مصدر رزق مربح نسبياً، إلا أنه يتخوف من اتجاه التجار إلى إهمال المنتج المحلي لاستجرار المنتجات من بقية المحافظات، الأمر الذي سيدخل “الخضار الحسكاوية”، في منافسة مع مثيلاتها من حيث السعر.

يتحدث أمجد عن قيام “تجار السوق” بـ “تصدير” الخضار إلى إقليم شمال العراق “كردستان”، لكون فارق الأسعار سيؤمن ربحاً إضافياً لهم، لكن عملية “التصدير” هذه هي في الواقع تهريب يمارس بشكل معلن من قبل “قوات سورية الديمقراطية”، من خلال المعابر الحدودية التي تسيطر عليها في ريف الحسكة الشمالي الشرقي.

الذرة الصفراء.. زراعة جديدة نسبيا

بحسب المعلومات التي حصل عليها “أثر برس”، من مصادر في مديرية الزراعة بالحسكة فإن الإقبال على زراعة محصول “الذرة الصفراء” بات مرتفعاً، ومن المرجح أن تتم زراعة أكثر من 5 آلاف هكتار من هذا المحصول خلال العام الحالي.

ووفق معلومات لـ “أثر برس”، فقد تمت زراعة أكثر من 3000 هكتار بالذرة الصفراء في مناطق “الدرباسية – عامودا – رأس العين – أبو راسين”، وجميعها تقع ضمن المنطقة المعروفة باسم “خط الاستقرار رقم عشرة”، وتمتلك مصادر للمياه الجوفية الغزيرة، وقد قام السكان المحليون خلال سنوات الحرب باستغلال الفوضى الحاصلة للقيام بحفر آبار غير مرخصة.

تعتبر زراعة الذرة الصفراء من الزراعات التي بدأت تلاقي انتشاراً واسعاً في محافظة الحسكة، بعد المواد العطرية “الكمون – حبة البركة”، ويؤكد مجموعة من الفلاحين الذين تواصل معهم “أثر برس”، أن البحث عن عائد مادي أكبر من الذي تقدمه الزراعات التقليدية في المحافظة “القطن – القمح – الشعير”، هو السبب في انتشار مثل هذه الزراعات في المحافظة التي تعد زراعية بامتياز.

حرائق ما بعد الحصاد

الحرائق التي تضرب الأراضي الزراعية ما بعد موسم الحصاد، سيكون لها تأثيرها الكبير على مربي المواشي الذين كانوا يتجهون نحن “ضمان” هذه المساحات كمراع لقطعانهم، ويؤكد بعض السكان أن ارتفاع أسعار المواد العلفية في الأسواق المحلية مع زيادة عدد الحرائق سيكون له تأثير كبير على تكاليف الإنتاج الحيواني كالحليب واللحوم والصوف، الأمر الذي سيعني بالضرورة ارتفاع بأسعار هذه المواد في السوق.

وإن كان سعر كيلو غرام اللحمة في السوق حالياً بـ 3500 ليرة سورية، ويعد هو الأرخص في سورية، فإن هذا السعر مهدد بالارتفاع، على الرغم من اعتباره فوق القدرة الشرائية للمواطن المقيم في المناطق التي تسيطر عليها “قسد”، علماً إن الوضع المعيشي في المنطقة عموماً يتجه نحو الانحدار على الرغم من المواسم الزراعية التي كانت مبشرة، قبل موجتي الفيضانات والحرائق التي توالت على المنطقة.

أسعار المنتجات الحيوانية قياساً ببقية المحافظات، تأتي نتيجة لمنع “قوات سورية الديمقراطية”، من نقل الحيوانات ومنتجاتها إلى المحافظات السورية بحجة الحفاظ على الثروة الحيوانية في الجزيرة والفرات، والإبقاء على الأسعار ضمن قدرة المواطن الشرائية، إلا أن “قسد” نفسها تقوم بتهريب المواشي والمنتجات الحيوانية إلى كل من إقليم شمال العراق “كردستان”، والمناطق التي تسيطر عليها قوات الاحتلال التركي في ريف حلب الشمالي الشرقي، كـ “جرابلس – أعزاز”، وغيرها، وذلك عبر التجار المرتبطين بها بشكل مباشر.

محمود عبد اللطيف – الحسكة

 

 

اقرأ أيضاً