أثر برس

مصدر بزراعة حمص: أحد أسباب دخول الخنافس للمدن هو الحرائق في موطنها الأصلي

by Athr Press G

خاص|| أثر برس للمرة الثانية خلال أسبوعين، تهاجم أسراب الخنافس محافظة حمص ولكن هذه المرة بكثافة، وعلى الرغم من أن ظهورها في بداية موسم الربيع بات مألوفاً خلال السنوات السابقة إلا أن كثافتها مزعجة نظراً لدخولها المنازل بأعداد كبيرة ما يضطر السكان إلى وصد الأبواب وإغلاق النوافذ.

وحول انتشار “الخنافس” في المدنية أفاد مدير النظافة في مجلس مدينة حمص المهندس عماد الصالح لـ”أثر برس” بأنه نتيجة ارتفاع درجات الحرارة المفاجئ كانت هناك قفزة لحشرات الخنافس من الحقول باتجاه المناطق السكنية بأعداد كبيرة نوعاً ما، ونتيجة ذلك قامت المديرية بحملة رش مبيدات دائمة استهدفت الأحياء القريبة من الحقول وخاصة القوس الشرقي.

رش المبيدات

رش المبيدات

وأوضح الصالح أن عملية رش المبيدات شملت أحياء الأرمن (جنوبي وشمالي والأوسط) والزهراء والمهاجرين ودير بعلية ومعسكر الطلائع والبياضة والسبيل، إضافة إلى التوزيع الإجباري وبابا عمرو، مبيناً أنه سيتم استكمال عملية رش المبيدات خلال فترة بعد الظهر وسيتم رش الحدائق العامة في مركز المدينة وشارع الحضارة وشارع الأهرام وحدائق حي عكرمة.

وهنا أشار الصالح إلى أن برنامج رش المبيدات الحشرية مستمر كما هو مخطط زمنياً بالتنسيق مع لجان الأحياء، منوهاً إلى أن حشرة “الخنفساء” من الأعداء الحيوية وتصنف من الحشرات المفيدة للأراضي الزراعية وليس لها تأثير على الصحة العامة لكن وجودها في المدينة بين التجمعات السكانية مزعج.

بدورها بينت الدكتورة محاسن سليمان رئيسة دائرة الوقاية في مديرية زراعة حمص لـ”أثر برس” أن الخنافس المنتشرة معروفة باسم خنفساء Amara .sp هي إحدى الحشرات الهامة التابعة لفصيلة الكاربيدي من رتبة غمديات الأجنحة مشيرة إلى أن دورة حياتها حوالي 15 يوم كحد أقصى حسب الظروف الجوية.

وأوضحت سليمان أن هذه الفصيلة معروفة بأنها مفترسات متعددة العوائل وهي من الأعداء الطبيعية المهمة للآفات الحشرية وتتغذى على عدد كبير من الفرائس كبيوض الحشرات واليرقات والعذارى من الفصائل المختلفة التي تسبب ضرراً للمحاصيل والأشجار والغابات، بالإضافة إلى تغذيتها على بذور الأعشاب وانجذابها للنباتات المزهرة كما يمكن دمج هذه الحشرات ببرامج المكافحة الحيوية مع مراعاة تغذيها في بعض فترات حياتها على النباتات العشبية، مضيفة: وهي من الكائنات الهامة التي تحافظ على التنوع البيولوجي للنظم البيئية الزراعية والحراجية وكذلك كمؤشر على استقرار هذه النظم الطبيعية.

وهنا أشارت سليمان إلى أن أنواع هذه الفصيلة تتأثر بشكل كبير بالتغيرات المناخية والبيئية التي تحصل في أماكن انتشارها كقطع الأشجار والحرائق في الغابات والمراعي بالإضافة للرعي الجائر في البوادي وكذلك تلوث التربة بالملوثات والمبيدات الكيميائية.

وأكدت رئيسة دائرة الوقاية في مديرية زراعة حمص أن فقدان أو قلة وخسارة هذا النوع من الحشرات يعد كجرس إنذار مبكر لحدوث الاضطرابات البيئة التي يسببها الإنسان في الطبيعة، مشيرة أنه من المحتمل أن هجرتها ودخولها للمدن الكبرى بهذا الشكل هو رد فعل على تهديد حقيقي يواجه وجودها في موطنها الأصلي، مضيفة: يمكن القول إن الحرائق الكبيرة التي اجتاحت الجبال في الموسم الماضي كان لها بالغ الأثر في اضطراب موطنها الأصلي إذ تعد الغابات من أهم البيئات الطبيعية التي تضم هذه الأنواع الحشرية الهامة.

ونوهت سليمان بأن وزارة الزراعة تنصح بعدم القضاء عليها في المناطق الزراعية لأنها مفيدة وتتغذى على بعض الآفات الزراعية والحرجية كما يجب إطفاء النور على الشرفات ومداخل المنازل والشوارع العامة في المناطق السكنية وإحكام إقفال الأبواب والمنافذ جيداً لأن هذه الحشرة تنجذب كثيراً للضوء.

أسامة ديوب – حمص

اقرأ أيضاً